أفتح.. لقد فتّحت لى باب رحمة ... كما بيزيد الله قد زاد فى أجرى
هوى بكما المقدار عنّى ولم أمت ... فأدعى وفيا قد نكصت إلى الغدر
ولو عدتما لاخترتما العود فى الثّرى ... إذا أنتما أبصرتمانى فى الأسر
أبا خالد أورثتنى البثّ خالدا ... أبا النّصر مذ ودّعت ودّعنى نصرى
قال: وكان الشيخ عبد الجبار بن أبى بكر بن محمد بن حمد يس توجه من المغرب إلى الأندلس فى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، فقصد المعتمد، وأقام عنده إلى أن خلع، فكتب إليه المعتمد بعد أن عاد إلى المهدية:
غريب بأقصى المغربين أسير ... يبكّى عليه منبر وسرير
أذلّ بنى ماء السماء زمانهم ... وذلّ بنى ماء السماء كثير
فما ماؤها إلا بكاء عليهم ... يفيض على الآفاق منه بحور
فأجابه محمد بن حمد يس:
جرى لك جدّ بالكرام عثور ... وجار زمان كنت منه تجير
لقد أصبحت بيض الظّبا فى غمودها ... إناثا بترك الضّرب وهى ذكور