للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبوابها، فقاتلوا «١» من كل ناحية، ونصبوا المجانيق.

واشتدت علة إبراهيم، وكانت علته البطن. وعرض له الفواق فأيس أصحابه منه. فقلدوا الأمر إلى زيادة الله بن ابنه أبى العباس سرا. وكانت وفاة الأمير إبراهيم فى ليلة السبت لاثنتى عشرة «٢» ليلة بقيت من ذى القعدة سنة تسع وثمانين ومائتين. فركب القواد إلى أبى مضر زيادة الله، وهو أكبر أولاد أبى العباس بن إبراهيم، فقالوا له: «تولّ هذا الأمر حتى تصل إلى أبيك» . فقال لعمه أبى الأغلب «٣» : «أنت أحق بحق أخيك» . فلم يتقدم على زيادة الله، وكان يحب السلامة.

ثم طلب أهل كسنتة الأمان، وهم لا يعلمون بوفاة الأمير، فأمّنوا.

وأقام المسلمون حتى قدم عليهم من كان توجه إلى الجهات. فلما قدموا ارتحلوا بأجمعهم وعادوا إلى مدينة بلرم. ونقلوا إبراهيم معهم فدفنوه بها «٤» . وبنى على قبره قصر. وعادوا إلى إفريقية بأجمعهم.

وكان مولد إبراهيم يوم الأضحى سنة خمس وثلاثين ومائتين.

فكان عمره ثلاثا وخمسين سنة وأحد عشر شهرا وأياما «٥» . ومدة