للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما كان فى يوم الثلاثاء لاثنتى عشرة خلت من جمادى الأولى، خرج من بقى من المشارقة- وهم الرافضة «١» - إلى قصر المنصور بظاهر المنصورية، وهم زهاء ألف وخمسمائة، وتحصنوا به. فحاصرهم السنة فاشتد عليهم الحصار والجوع. فأقبلوا يخرجون والناس يقتلون منهم «٢» ويحرقون إلى أن قتلوا عن آخرهم «٣» ، وطهر الله تعالى المغرب منهم.

وعمل الشعراء فى هذه الواقعة القصائد. فممن عمل فيها أبو الحسن الكاتب المعروف بابن زيجى من قصيدة:

شفى الغيظ فى طىّ الضمير المكتّم ... دماء كلاب حلّلت فى المحرّم «٤»

فلا أرقأ الله الدموع التى جرت ... أسى وجوى فيما أريق من الدم

هى المنّة العظمى التى جلّ قدرها ... وسارت بها الرّكبان فى كل موسم

فيا سمرا أمسى علالة منجد ... ويا خبرا أضحى فكاهة متهم «٥»