الله القسرى وابن أخيه النّذير بن يزيد ورزام «١» فأخرجهم، وجعل على الرجّالة خوّات بن بكير بن خوّات بن جبير «٢» ، وأتى دار الإمارة وهو يقول لأصحابه: لا تقتلوا لا تقتلوا، فامتنع منهم رياح فدخلوا من باب المقصورة، وأخذوا رياحا أسيرا وأخاه عباسا وابن مسلم ابن عقبة المرّى، فحبسهم في دار الإمارة، ثم خرج إلى المسجد فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد فإنه قد كان من أمر هذا الطاغية- عدوّ الله أبى جعفر؛ ما لم يخف عليكم، من بنائه القبة الخضراء التى بناها معاندة لله في ملكه، وتصغيرا للكعبة الحرام، وإنما أخذ الله فرعون حين قال، أنا ربكم الأعلى، وإنّ أحقّ الناس بالقيام في هذا الأمر «٣» أبناء المهاجرين والأنصار المواسين، اللهم إنّهم قد أحلّوا حرامك وحرّموا حلالك، وأمّنوا من أخفت، وأخافوا من أمّنت؛ اللهم فاحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا؛ أيها الناس: إنّى والله ما خرجت بين أظهركم، وأنتم عندى أهل قوّة ولا شدّة، ولكنّى اخترتكم لنفسى، والله ما جئت هذه وفي الأرض مصر يعبد الله فيه إلا أخذ لى فيه البيعة.
وكان المنصور يكتب إلى محمد بن عبد الله على ألسن قواده،