محمد، وقالوا: إنّ في أعناقنا بيعة لأبى جعفر، فقال: إنما بايعتم مكرهين؛ وليس على مكره يمين، فأسرع الناس إلى محمد، ولزم مالك بيته، وأرسل محمد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، وكان شيخا كبيرا، فدعاه إلى بيعته فقال: يا ابن أخى أنت والله مقتول فكيف أبايعك!! فارتدع الناس عنه قليلا، وكان بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر قد أسرعوا إلى محمد، فأتت حمّادة ابنة معاوية إلى إسماعيل بن عبد الله، وقالت له يا عم: إن إخوتى قد أسرعوا إلى ابن خالهم، وإنّك إن قلت هذه المقالة ثبّطت الناس عنهم، فيقتل ابن خالى وإخوتى، فأبى إسماعيل إلا النهى عنه، فيقال إن حمّادة عدت عليه فقتلته، فأراد محمد الصلاة عليه فمنعه عبد الله «١» ابن إسماعيل، وقال: أتأمر بقتل أبى وتصلّى عليه!! فنحّاه الحرس وصلّى عليه محمد.
ولما ظهر محمد كان محمد بن خالد القسرى في حبس رياح فأطلقه، قال محمد بن خالد: لما سمعت دعوة محمد الى دعا إليها على المنبر، قلت: هذه دعوة حق، والله لأبلينّ الله فيها بلاء حسنا، فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّك قد خرجت بهذا البلد، والله لو وقف على نقب من أنقابه أحد، مات أهله جوعا وعطشا، فانهض معى فإنما هى عشر حتى أضربه بمائة ألف سيف، فأبى علىّ، فبينما أنا عنده إذ قال:
ما وجدنا من حرّ المتاع «٢» شيئا أجود من شىء وجدناه عند ابن أبى