للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم إلى المنصور، فوضع بين يديه فلما رآه بكى، حتى جرت دموعه على خد إبراهيم، ثم قال: أما والله إن كنت لهذا كارها، ولكنك ابتليت بى وابتليت بك، ثم جلس مجلسا عاما وأذن للناس، فكان الداخل يدخل فيتناول إبراهيم، ويسىء القول فيه ويذكر فيه القبيح، التماسا لرضا المنصور، والمنصور ممسك متغيّر لونه، حتى دخل جعفر بن حنظلة البهرانى، فوقف فسلّم ثم قال: عظّم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمّك، وغفر له ما فرط فيه من حقك، فاستقرّ لون المنصور وأقبل عليه، وقال: مرحبا أبا خالد ههنا، فعلم الناس «١» أن ذلك يرضيه، فقالوا مثل قوله. قيل ولما وضع الرأس بين يدى المنصور بصق في وجهه رجل من الحرس، فأمر به المنصور فضرب بالعمد، فهشمت أنفه ووجهه، وضرب حتى خمد وأمر به فجروا برجله فألقوه خارج الباب.

قال: وممّا رثى به محمد بن عبد الله وأخوه إبراهيم قول عبد الله ابن مصعب بن ثابت:

يا صاحبىّ دعا الملامة واعلما ... أن لست في هذا بألوم منكما

وقفا بقبر ابن النبىّ فسلّما ... لا بأس أن تقفا به فتسلّما

قبر تضمّن خير أهل زمانه ... حسبا وطيب سجية وتكرّما

رجل نفى بالعدل جور بلاده ... وعفا عظيمات الأمور وأنعما