أمر منكر على أمير المؤمنين، ثم قام فاتّبعه ثوبان مولى مروان. فقال له: ويحك! ما قلت؟ قال. قلت: صدع الزجاج صدع السلطان، ستذهب الشمس بملك مروان، بقوم من الترك أو خراسان، ذلك عندى واضح البرهان! قال: فما ورد لذلك شهران حتّى ورد خبر أبى مسلم.
وقال إبراهيم بن المهدىّ: أرسل الىّ محمد الأمين في ليلة مقمرة من ليالى الصيف فقال: يا عمّى! إن الحرب بينى وبين طاهر قد سكنت فصر الىّ فإنى اليك مشتاق فجئته وقد بسط له على سطح، وعنده سليمان بن جعفر، وعليه كساء روذبارىّ، وقلنسوة طويلة، وجواريه بين يديه وضعف جاريته عنده. فقال لها: غنّينى فقد سررت بعمومتى فاندفعت تغنّيه
هم قتلوه كى يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه!
بنى هاشم كيف التّواصل بيننا ... وعند أخيه سيفه ونجائبه؟
هكذا غنته، وإنما هو
وعند علىّ سيعه ونجائبه
فغضب وتطيّر، وقال: ما قصّتك؟ ويحك! غنينى ما يسرّنى، فغنّت
هذا مقام مطرّد ... هدمت منازله ودوره!
فازداد تطيّرا، ثم قال: ويحك! انتهى وغنّى غير هذا فغنّت
كليب لعمرى كان أكثر ناصرا ... وأيسر جرما منك ضرّج بالدّم
فقال لها: قومى الى لعنة الله، فوثبت؛ وكان بين يديه قدح بلّور وكان لحبه إيّاه يسمّيه محمدا باسمه، فأصابه طرف ذيلها فسقط على بعض الصوانى فانكسر،