أبا بكر وعمر واذكر فيهما فضائل، واثلب عليا «١» وولده واذكر لهم مساوىء، ولوّح «٢» له أنّ أبا بكر وعمر قد كان لهما في هذا الأمر- الذى تلقيه إليه- نسب، فإذا دخلت عليه بهذا المدخل درجته إلى ما تريد وملكته، واتخذ غليظ العهود ووكيد الأيمان وشديد المواثيق جنّة لك وحصنا، ولا تهجم على مستجيبيك بالأشياء التى تبهر عقولهم، حتى ترقّيهم إلى المراتب حالا فحالا، ودرّجهم درجة درجة، فواحد لا تزيده على التشيّع والأيمان لمحمد بن إسماعيل شيئا، وأنّه حى لا تجاوز به هذا الحد، وأظهر لهم العفاف عن الدرهم والدينار وخفّف عليهم وطأتك، ومره بالصلاة السبعين، وحذّره الكذب والزنا واللواط وشرب الخمر، وعليك في أمره بالرفق والتؤدة والمداراة يكن لك عونا على دهرك وعلى من يعاديك أو يتغيّر عليك من أصحابك وينافسك، فلا تخرجه عن عبادة إلهه، والتدبّر بشريعته، والقول بإمامة علىّ وبنيه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر، وأقم له دلائل الأسابيع فقط، ودقّه بالصلاة دقا، فإنّك إن أومأت إلى كرائمه يوما- فضلا عن ماله- لم يمنعك، فإن أدركته الوفاة وصّى إليك بما خلف وورّثك إياه، ولم ير أنّ في العالم أوثق منك، وأخّر ترقّيه من ذلك إلى نسخ شريعة محمد، وأنّ السابع هو الخاتم للرسل، وأنّا ينطق كما ينطق كما نطقوا ويأتى بأمر جديد، وأنّ محمدا صاحب الدور السادس، وأنّ عليا لم يكن إماما، وحسّن القول فإنّ هذا باب