للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به؛ وإن ظفرت بيهودى فادخل عليه من جهة المسيح، يعنى مسيح اليهود الدجّال وأنّه المهدى، وأنّ عند معرفته تكون الراحة من الأعمال وترك التكليفات، كما أمر بالراحة في يوم السبت، وتقرّب من قلوبهم بالطعن على النصارى والمسلمين الجهّال، وزعمهم أن عيسى «١» لم يولد ولا أب له، وقرّر في نفوسهم أنّ يوسف النجّار أبوه، وأنّ مريم أمّه، وأنّ يوسف كان ينال منها ما ينال الرجال من نسائهم وما يشاكل ذلك، فإنّهم لا يلبثون أن يتبعوك؛ وادخل على النصارى بالطعن على اليهود والمسلمين جميعا، وبصحة عقدهم الصليب عندهم وعرّفهم تأويله، وأفسد عليهم مما قام لهم من جحد الفار قليط، وقرّر عندهم أنه جاء وأنك إليه تدعوهم، ومن وقع إليك من المنانية فإنّه يحرّك الذى منه تغترف، فداخلهم بالممازجة من الباب السادس، وأظهر من الدرجة السادسة من حدود البلاغ، وامتزاج الظلمة بالنور إلى آخر ما في الباب من ذلك، فإنّك تملكهم به وتحيلهم، فإن أنست من بعضهم رشدا كشفت له الغطاء. ومن وقع إليك من الفلاسفة فقد علمت أن على الفلاسفة العهدة، وإنّا قد اجتمعنا وهم على نواميس الأنبياء وعلى القول بقدم العالم، لولا ما يخالفنا بعضهم فيه من أنّ للعالم مدبّرا لا يعرفونه، فإنّه وقع الإتفاق على أنّه لا مدبّر للعالم فقد زالت الشبهة فيما بيننا وبينهم، وإن لك ثنوى فبخ بخ قد ظفرت، فالمدخل عليه بإبطال التوحيد، والقول بالسابق والتالى ووراثة أحدهما، على ما هو مرسوم في أوّل درجة البلاغ وثالثه، وإن وقع لك سنىّ فعظّم عنده