منك إلا الوفاء بها، والقيام على ما عاهدت بينى وبينك، قل نعم، فيقول المخدوع: نعم.
فهذه اليمين التى يؤنس بها المخدوع من ذكر الصلاة والصيام والزكاة والحج وشرائع الإسلام، فما ينكر شيئا مما يسمع، وكل ذلك تأنيس ما «١» يتوصل به إلى هذه الأمور، التى تقدّم ذكرها على التدريج.
قال الشريف رحمه الله تعالى: ووجدت في كتاب من كتبهم يعرف بكتاب السياسة ما يشرح به ذكر ما تقدم من أمر الدعوة، فيه وصايا الدعاة، وهذا مختصر منه يقول فيه:
من وجدته شيعيا فاجعل التشيع عنده دينك، واجعل المدخل عليه من جهة ظلم الأمّة لعلى وولده، وقتلهم الحسين وسبيهم البنات، والتبرّى من تيم وعدى ومن بنى أميّة وبنى العبّاس، وما شاكل ذلك من الأعاجيب التى تسلك عقولهم، فمن كان بهذه الصورة أسرع إلى إجابتك بهذا الناموس، حتى يتمكّن ممّا يحتاج إليه؛ ومن وجدته صائبا فداخله بالأسابيع يقرب عليك جدا، ومن وجدته مجوسيا فقد اتفقت معه في الأصل من الدرجة الرابعة، من تعظيم النار والنور والشمس، واتل عليه أمر السابق فإنّه لهرمس الذى يعرفونه بالنور «٢» المكنون من ظنّه الجيّد والظلمة المكنونة من وهمه الردىء، فإنّهم مع الصابئين أقرب الأمم إلينا وأولاهم بنا، لولا يسير صحّفوه بجهلهم