معهم من أصحاب السلطان الحسن بن موسى وسيما الابراهيمى، فلما وافى زكرويه واقصة تعرّف الخبر فعرف أنّهم قد حذّروهم، فقتل جماعة من أهل المنزل ونهب وأحرق الحشيش وتحصّن الباقون منه، ورحل فلقيته الخراسانية من الحجّاج على الأرض البسيطة التى تخرج منها حجارة النار، يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم، وليس معهم أحد من أصحاب السلطان، فرشقوا القرامطة بالنشّاب وقد أحاطوا بهم فانحازوا عنهم، ثم تقدّم إلى الحاج جماعة منهم فسألوهم: هل فيكم سلطان، فإنّا لا نريدكم؟ فقالوا لهم: لا، إنما نحن قوم حجّاج، فقال لهم زكرويه: امضوا، فرحلوا وأمهلهم حتى ساروا ثم قصدهم، يبعج الجمال بالرماح حتى كسر بعضها بعضا واختلطت، ووضع السيف فقتل خلقا عظيما واستولى على الأموال.
وقدم محمد بن إسحاق بن كنداج الكوفة ثم رحل إلى القادسية فلما وقف على خبر مسيرهم نحو واقصة أنفذ علّان بن كشمرد في خيل جريدة، حتى لقى فلّ الخراسانيّة فأشاروا عليه أن يلحق الحاج فإنّ القافلة الثانية تنزل العقبة الليلة أو من غد، فحثّ حتى تسبق إليها فتجتمع أنت ومن فيها على قتال الكفرة، الله الله في الناس أدركهم، فرحل راجعا نحو القادسية وقال: لا أغرّر برجال السلطان للقتل، فلقى بعد ذلك من المكتفى شرا؛ وورد زكرويه العقبة يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من المحرم وفي القافلة مبارك القمّى وأحمد ابن نصر الديلمى وأحمد بن على الهمذانى، وقد كانت كتب المكتفى اتصلت إلى أمراء القافلة الثانية والثالثة مع رسله، يأمرهم أن يتجنّبوا الطريق ويرجعوا إلى المدينة، ويأخذوا على طريق البصرة أو غيرها