احضرّ عذاره فسلاه السلطان، وتمادى هو في بسطه، [وأساءت]«١» على أكابر الأمراء، فتهدده، فلم يلتفت، فأمر الأمراء بقتله إذا دخل عليه، فقتلوه بالسيوف.
وممن بلغ عنده مبلغا لم يبلغه أحد قبله، الأمير المغترب اختيار الدين جوهر التاجى الخادم، كان خادما لوالدة السلطان سنجر، فلما توفيت في شوال سنة عشر وخمسمائة انتقل إليه، فشغف به، وغلب حبه عليه، وارتفع إلى حد لم يرتفع إليه غيره، وبلغت عدة عسكره ثلاثين ألف فارس، وكان أمره لا يرد، وإذا ركب مشى الأمراء في ركابه، وإذا جلس وقفوا، حتى يأذن لهم، وأعطاه الرى، ثم مله بعد ذلك، وكرهه، ودس عليه بعض الباطنية، فقتله غيلة.
قال: ولما مات السلطان سنجر انقطع استبداد السلجقية بمملكة خراسان، واستولى عليها خوارزم شاه أتسز بن محمد، على ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخباره.
وزراؤه: العميد أبو الفتح بن أبى الليث إلى أن قتل في يوم عاشوراء سنة خمسمائة، واستوزر بعده ولده صدر الدين محمد إلى أن قتل ببلخ، فى الثالث والعشرين من ذى الحجة سنة إحدى عشرة وخمسمائة. قتله قايماز مملوك السلطان، الذى كان يهواه، فقتله به، واستوزر أبا جعفر محمد بن فخر الملك أبى المظفر بن الوزير نظام الملك، ثم قتله كما قدمناه، واستوزر بعده الوزير شهاب الإسلام عبد الدوام ابن إسحاق، أخى نظام الملك، إلى أن توفى بسرخس، فى يوم