مذهبك، ولو رأوك ما رضوك إلّا إلى شيوخهم، فضلا عن صبيانهم؛ ولسنا نخلّيك للتعليم بل نعدّك لما هو أعظم منه.
فلما عزم على المسير معهم جمعوا له دنانير وأتوه بها، فامتنع من قبولها، وقال لم يكن منى ما يوجب ذلك؛ فعظم فى أنفسهم، وزادت هيبته فى صدورهم. وخرجوا به من مصر، وساروا حتى إذا كان بسوجمار «١» من أرض سماتة، تلقاهم رجال من الشيعة، فأخبروهم بخبر الشّيعى، ونظروا إلى تعظيم الكتاميين له؛ فرغب كلّ واحد منهم أن يكون نزوله عنده، حتى رموا عليه السهام، فخرج سهم أبى عبد الله الأندلسىّ فنزل عنده، ونزل كل واحد على صاحبه. وأصاب أبو عبد الله عندهم من علم الشيعة أصلا قويّا، فزاد فى الكلام معهم، فأجلّوه.
ثم سار القوم فدخلوا حد كتامة يوم الخميس النّصف من شهر ربيع الأول سنة ثمانين ومائتين، ومعهم أبو عبد الله الأندلسى وأبو القاسم الورفجومى، فأراد كلّ واحد من الكتاميين نزول الشيعىّ عنده، وتنازعوا فى ذلك حتى خيّروه فى النزول، فقال أىّ موضع عندكم [٢٦] فجّ الأخيار؟ فقالوا:
عند بنى سكتان فقال: فإيّاه نقصد، ثم نأتى كلّ قوم منكم فى موضعهم، ونزورهم فى بيوتهم، ولا نجعل لأحد منكم حظّا من نفسى دون أحد إن شاء الله تعالى، فأرضاهم كلّهم بذلك، وسار كلّ قوم إلى جهتهم، وسار الشّيعى مع موسى بن حريث وأبى القاسم الورفجومى وأبى عبد الله الأندلسى إلى