الوزارة لأبى محمد الحسين «١» بن على بن عبد الرحمن اليازورى.
وفى سنة ثلاث وأربعين أظهر المعزّ»
بن باديس الصّنهاجى، صاحب إفريقية، الخلاف على المستنصر بالله؛ وقد ذكرنا سبب ذلك فى أخبار ملوك إفريقية «٣» . وكتب المعزّ إلى بغداد، فأجيب عن رسالته على لسان رسول من بغداد، يعرف بأبى غالب الشّيرازى، وسيّر إليه صحبته عهدا بالولاية ولواء أسود وخلعة فاجتاز أبو غالب ببلاد الرّوم فقبض عليه صاحب القسطنطينية «٤» وبعثه إلى المستنصر بالله؛ فقدم الرّسول إلى مصر وهو مجرّس «٥» على جمل، وحفر بين القصرين حفيرة، وحرق فيها العهد والخلع واللّواء.
وفيها فى ذى القعدة عصى بنو قرّة، عرب البحيرة، على المستنصر بالله.
وكان سبب ذلك أنّ الوزير اليازورى قدّم عليهم رجلا يقال له المقرّب، فنفروا منه واستعفوا منه، فلم يجب الوزير سؤالهم؛ ثم دخلوا على الوزير وطالبوه بواجباتهم، وأغلظوا له فى القول، فتوعّدهم باستئصال شأفتهم.
ففارقوه وأظهروا العصيان، واجتمعوا بالجيزة فى جمع كثير؛ فندب الوزير