ولقد أمعنّا النظر فى إرتياده. وانتقدناه من بين الناس، فلم نأل جهدا فى انتقاده. وخطب لهذه الرّتبة الرفيعة لما أوراه فى المكرمات من زناده.
وأهّل لهذا المنصب الشريف الذى يدع الآباء والأبناء من حسّاده.
فليتولّ ما ولّيناه من أمر الوزارة، فهو لها من الأكفاء. وما اصطفيناه إلا هو جدير بهذا الاصطفاء. ولمثل هذه الرتبة يتخيّر الأكارم من الرجال.
وإذا تناسبت الأشياء، ظهر عليها نضرة وجمال. فليرهف لتدبيره عزمه الماضى الضّرائب. وليستر بمحاسن سعيه ما يبدو له من المعايب. وليهتم بأمر الأموال، فان الأغراض منها مستفادة. وليولّ من الأمناء من يستحق منا الحسنى وزيادة.
ولينعم النّظر فى عمارة البلاد. واستعمال العدل الذى به تدرّ أرزاق العباد. وبنوره يهدى إلى سبيل المراشد كلّ هاد. وعنده يوجد تصديق ظنون الرّوّاد والورّاد. وليكن لأحوال ولاة الأمور متفقّدا، وللنظر فى أحوالهم مجدّدا. وليضرب عليهم بالأرصاد مغيبا ومشهدا. وليصفح عن من لم يكن منهم للزّلّة متعمدا. فما نؤثر إلا أن يكون الإحسان للناس شاملا، والبرّ إليهم متواصلا. وما تحسن السّير إلا إذا تحلّت بالمناقب والمفاخر. وتضمنت محاسنها بطون الأوراق وصدور الدّفاتر.
وليتناول من الجامكيّة والجراية «١» ، لاستقبال المباشرة فى الشهر، من العين مائة دينار من الجوالى «٢» بالصّرف الحاضر. ومن الغلّات، من