بدثارها، ثم تسوّرت الحائط وهربت، وأتته فمكثت عنده؛ ومولاها لا يتهمه بشىء من أمرها. فقال عيسى بن عبد الله بن إسماعيل المراكبىّ يهجو أباه ويعيّره بها- وكان كثيرا ما يهجوه-:
قاتل الله عريبا ... فعلت فعلا عجيبا
ركبت والليل داج ... مركبا صعبا مهيبا
فارتقت متّصلا بالنّ ... جم أو منه قريبا
صبرت حتى إذا ما ... أقصد النوم الرّقيبا
مثّلث بين حشايا ... ها، لكى لا تستريبا
خلفا منها إذا نو ... دى لم يلف [١] مجيبا
ومضت يحملها الخو ... ف قضيبا وكثيبا
محّة لو حرّكت خف ... ت عليها أن تذوبا
فتدلّت لمحبّ ... فتلقّاها حبيبا
جذلا قد نال فى الدّن ... يا من الدّنيا نصيبا
أيّها الظبى الذى تس ... حر عيناه القلوبا
والذى يأكل بعضا ... بعضه حسنا وطيبا
كنت نهبا لذئاب ... فلقد أطمعت ذيبا
وكذا الشاة إذا لم ... يك راعيها لبيبا
لا يبالى وبأ المر ... عى إذا كان خصيبا
ولقد أصبح عبد اللّ ... هـ كشخانا جريبا
[١] كذا فى الأغانى. وفى الأصل: «لم تلق» .