للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنّ فقدى إيّاه آمننى كلّ فقد سواه، وإنّ مصيبتى به هوّنت علىّ المصائب بعده؛ ثم أنشأت تقول:

كنت السواد لمقلتى ... فعمى عليك النّاظر

من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر

ليت المنازل والدّيا ... ر حفائر ومقابر

إنّى وغيرى لامحا ... لة حيث صرت لصائر

وقد نقل أبو الفرج الأصفهانى: أن بعض هذا الشعر لإبراهيم بن العباس بن محمد بن صول يرثى ابنا له فقال:

أنت السواد لمقلة ... تبكى عليك وناظر

من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر

ولم يزد على هذين البيتين شيئا. أخذ الحسن بن هانىء معنى البيت الأوّل فقال فى الأمين:

طوى الموت ما بينى وبين محمد ... وليس لما تطوى المنيّة ناشر

وكنت عليه أحذر الموت وحده ... فلم يبق لى شىء عليه أحاذر

لئن عمرت دور بمن لا نحبّه ... لقد عمرت ممّن نحبّ المقابر

وقيل: من أحسن ما قيل فى التّعازى أنّ أعرابيّا مات له ثلاثة بنين فى يوم واحد فدفنهم وعاد إلى مجلسه، فجعل يتحدّث كأن لم يفقد أحدا؛ فليم على ذلك، فقال: ليسوا فى الموت ببديع، ولا أنا فى المصيبة بأوحد، ولا جدوى للجزع، فعلام تلوموننى، وهذه ثلاثة الأقسام لا رابع لها!. وعزّى أعرابىّ رجلا فقال: لا أراك الله بعد مصيبتك ما ينسيكها. وقيل: لمّا دفن على بن أبى طالب رضى الله عنه فاطمة رضى الله عنها تمثّل على قبرها بهذين البيتين: