للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مزجنا دماء بالدموع السواجم ... فلم يبق منا عرضة للمراجم

وشرّ سلاح المرء دمع يفيضه ... إذا الحرب شبّت نارها بالصوارم

فإيّها بنى الإسلام! إن وراءكم ... وقائع يلحقن الذّرى بالمناسم

أتهويمة فى ظلّ أمن وغبطة ... وعيش كنوّار الخميله ناعم!

وكيف تنام العين ملء جفونها ... على هبوات أيقظت كلّ نائم

وإخوانكم بالشأم يضحى مقيلهم ... ظهور المذاكى أو بطون القشاعم

يسومهم الروم الهوان وأنتم ... تجرّون ذيل الخفض فعل المسالم

وكم من دماء قد أبيحت، ومن دمّى ... توارى حياء حسنها بالمعاصم

بحيث السيوف البيض محمّرة الظّبى ... وسمر العوالى داميات اللهاذم

وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة ... تظلّى لها الولدان شيب القوادم

وتلك حروب من يغب عن غمارها ... ليسلم يقرع بعدها سنّ نادم

سللن بأيدى المسلمين قواضيا ... ستغمد منهم فى الطّلى والجماجم

يكاد بهنّ المستجنّ بطيبة ... ينادى بأعلى الصوت: يا آل هاشم

أرى أمّتى لا يشرعون إلى العدا ... رماحهم والدّين واهى الدعائم

ويجتنبون النار خوفا من العدا ... ولا يحسبون العار ضربة لازم

أترضى صناديد الأعاريب بالأذى ... وتغضى على ذلّ كماة الأعاجم!

فليتهم إذ لم يذودوا حميّة ... عن الدين ضنّوا غيرة بالمحارم

وإن زهدوا فى الأجر إذ حمى [١] الوغى ... فهلّا أتوه رغبة فى المغانم!


[١] فى الأصل: «جمش» ولعلها محرفة عن «حمس» بالحاء والسين المهملتين وهو (بالتخفيف والتشديد) بمعنى اشتداد الأمر واضطرام النار، وهى رواية ابن الأثير. وما أثبتناه رواية النجوم الزاهرة لابن ثغرى بردى.