لئن أذعنت تلك الخياشيم للثرى ... فلا عطسوا إلا بأجدع راغم
دعوناكم والحرب ترنو ملحّة ... إلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارة عربيّة ... تطيل عليها الروم عضّ الأباهم
فإن أنتم لم تغضبوا عند هذه ... رمتنا إلى أعدائنا بالجرائم
وقال علاء الدين علىّ الأوتارىّ الدمشقىّ فى مثل ذلك لما استولى التتار على دمشق فى سنة تسع وتسعين وستمائة:
لك علم بما جرى يا سهادى ... من جفونى على افتقاد رقادى
لم أجد عند شدّتى مؤنسا لى ... غير سهدى ملازما لسوادى
وحبيب العين الرقاد جفاها ... مذ رآها خليفة الأنكاد
أحسن الله يا دمشق عزاك ... فى مغانيك يا عماد البلاد
وبرستقا نير بيك مع الم ... زّة مع رونق بذاك الوادى
وبأنس بقاسيون وناس ... أصبحوا مغنما لأهل الفساد
طرقتهم حوادث الدهر بالقت ... ل ونهب الأموال والأولاد
وبنات محجّبات عن الشم ... س تناءت بهنّ أيدى الأعادى
وقصور مشيّدات تقضّت ... فى ذراها الأيام كالأعياد
وبيوت فيها التّلاوة والذك ... ر وعالى الحديث بالإسناد
حرّقوها وخرّبوها وبادت ... بقضاء الإله ربّ العباد
وكذا شارع العقيبة والقص ... ر وشاغورها وذاك النادى
أصبحوا اليوم مثل أمس تقضّى ... وبكتهم سماؤهم والغوادى
ولكم سورها حوى من معنى ... مقرح القلب والحشى والفؤاد
إن بكى لا يفيده أو تشكّى ... وجد المشتكى حليف سهاد