للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضجاع [١] رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى ينام عليه وسادة من أدم حشوها ليف.

وقال الفضيل: ما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا عباءة مثنيّة ووسادة حشوها ليف.

وروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على سرير مرمول [٢] بشريط، فجلس فرأى أثر السرير فى جنبه عليه السّلام فدمعت عينا عمرّ. فقال له النبىّ صلى الله عليه وسلم: «ما الذى أبكاك يابن الخطاب» ؟ قال: ذكرت كسرى وقيصر وما هما فيه من الملك وذكرتك وأنت حبيب الله وصفيّه ورسوله نائم على سرير مرمول بالشريط! فقال صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى يا عمر أن تكون لهما الدنيا ولنا الآخرة» ! قال: بلى يا رسول الله. قال: «فذلك كذلك»

. ودخل رجل على أبى ذرّ فجعل يقلّب بصره فى بيته فقال: يا أبا ذرّ، ما أرى فى بيتك متاعا ولا غير ذلك من الأثاث! فقال: إن لنا بيتا نوجّه إليه صالح متاعنا. فقال: إنه لا بدّ لك من متاع ما دمت هاهنا.

فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه. ولما قدم عمير بن سعد أمير حمص على عمر قال له: ما معك من الدنيا؟ فقال: معى عصاى أتوكّأ عليها وأقتل بها حيّة إن لقيتها، ومعى جرابى أحمل فيه طعامى، ومعى قصعتى آكل فيها وأغسل فيها رأسى وثوبى، ومعى مطهرتى أحمل فيها شرابى ووضوئى للصلاة، فما كان بعد هذا من


[١] كذا فى الأصلين والإحياء، ولم نجده فى كتب اللغة التى بين أيدينا. وفى لسان العرب ونهاية ابن الأثير «ضجعة» وقالا فى تفسيره: «الضجعة بالكسر من الاضطجاع وهو النوم كالجلسة من الجلوس وبفتحها المرة الواحدة، والمرادّ ما كان يضطجع عليه فيكون فى الكلام مضاف محذوف تقديره كانت ذات ضجعته أو ذات اضطجاعه فراش أدم ... » .
[٢] الرمل: النسج، والسرير المرمول هو الذى ينسج له شريط ويجعل ظهرا له (عن القاموس) . وقد ورد الحديث فى نهاية ابن الأثير وفى لسان العرب:
«واذا هو جالس على رمال سرير» وفى رواية أخرى «على رمال حصير» . والرمال كحطام وركام ما رمل أى نسج. والمراد أن هذا السرير قد نسج وجهه بالسعف ولم يكن عليه وطاء سوى الحصير.