للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سباء، «١» والنّقلة مثلة، لعارف أن الأدب الوطن الذى لا يخشى «٢» فراقه، والخليط الذى لا يتوقّع زواله «٣» ؛ والنّسب «٤» الذى لا يخفى، [والجمال [الذى] لا يخفى؛ ثم ما قران السّعد للكواكب أبهى أثرا، ولا أسنى خطرا، من اقتران غنى النفس به، وانتظامها نسقا معه؛ فإنّ الحائز لهما، الضارب بسهم فيهما- وقليل ما هم «٥» -] أينما توجّه ورد منهل برّ، وحطّ «٦» فى جناب قبول، وضوحك قبل إنزال رحله «٧» ، وأعطى حكم الصبىّ على أهله

وقيل له: أهلا وسهلا ومرحبا ... فهذا مبيت صالح وصديق

غير أنّ الموطن محبوب، والمنشأ مألوف؛ واللبيب يحنّ إلى وطنه، [حنين النجيب «٨» إلى عطنه] ؛ والكريم لا يجفو أرضا فيها قوابله، ولا ينسى بلدا فيه مراضعه؛ وأنشد قول الأوّل:

أحبّ بلاد الله ما بين منعج «٩» ... إلىّ وسلمى «١٠» أن يصوب سحابها