للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أقبح عاقبة العجل، وأقرب الواثق «١» من الخجل! حتّام تنبض «٢» ولا تزمى، وإلام تومض ولا تهمى؟ أبكتمة لونك تفتخر، وبعظم كونك تشمخرّ، ألست الخشن الجلده، الدموىّ البرده، البعيد عن محلّ التقريب والشّمّ، الطريد عن رتبة التقبيل والضّمّ؟ لكن أنا الملبس «٣» المشار اليه، والعطر المنصوص عليه، مدحت بالطّيب واللّون، وتخيّرت للتسربل والصّون؛ وجمّعت منّى الحلل، وتوّجت منّى الكلل.

واللّون، وتخيّرت للتسربل والصّون؛ وجمّعت منّى الحلل، وتوّجت منّى الكلل.

فضلت على زهر الربيع برتبة ... بها صدق الراوون للشعر إذ قالوا

كأنّ الخزامى جمّعت لك حلّة ... عليك بها فى الطّيب واللّون سربال

فأنهضت لمعارضتها البنفسج، وألجم جواد مناضلتها وأسرج، وقال: يا ساكنة الشّهباء «٤» ، لقد جئت بالداهية الدّهياء، أضبح «٥» الثعالب، وإرسال «٦» الأرانب، ما يغنى عنك وصف الشعراء، وأنت منبوذة بالعراء؛ بعدت عن محاسن أخلاق البريّة وقربت من مراتع البهائم البرّيّة؛ وحرمت برد نسيم العراق؛ وضعفت «٧» ساقك عن