للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانوا ستّة! فخرج إليهم السابع، وكان ملكا من الملائكة، فلطم بختنصّر لطمة فصار فى الوحوش، ومسخه الله تعالى سبع سنين ثم ردّه الله تعالى إلى صورته وردّ عليه ملكه.

قال السّدىّ: ثم إن بختنصر لمّا رجع إلى صورته بعد المسخ وردّ الله تعالى عليه ملكه، كان دانيال وأصحابه أكرم الناس عليه، فحسدته المجوس ووشوا به ثانية فقالوا لبخنتصّر: إنّ دانيال إذا شرب الخمر لم يملك نفسه أن يبول، وكان ذلك فيهم عار. فجعل بختنصّر لهم طعاما وشرابا فأكلوا وشربوا وقالوا للبوّابين:

أنظروا أوّل من يخرج إليكم ليبول فاضربوه بالطّبرزين «١» ، وإن قال لكم أنا بختنصّر فقولوا له: كذبت، بختنصّر أمرنا بهذا. فحبس الله تعالى عن دانيال البول، وكان أوّل من قام من القوم يريد البول بختنصّر. فقام مدلّا وذلك ليلا، فخرج يسحب ثيابه، فشدّ عليه البوّاب فقال: أنا بختنصّر. فقال: كذبت، بختنصّر أمرنى أن أقتل أوّل من يخرج، فضربه فقتله.

وحكى محمد بن إسحاق بن يسار فى سبب هلاك بختنصّر غير ما حكاه السّدّىّ، وذلك أنه قال بإسناده: لمّا أراد الله تعالى هلاك بختنصّر انبعث فقال لمن كان فى يده من بنى إسرائيل: أرأيتم هذا البيت الذى خرّبته، وهؤلاء الناس الذين قتلتهم من هم؟ وما هذا البيت؟ قالوا: هذا بيت الله ومسجد من مساجده، وهؤلاء أهله، كانوا من ذرارى الأنبياء فظلموا وتعدّوا وعصوا، فسلّطت عليهم بذنوبهم، وكان ربّهم ربّ السموات والأرض وربّ الخلق كلهم، يكرمهم ويمنعهم