للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تأخذ منّى شيئا. فتعجّب، وإذا بحيال الشجرة قوم يتراكضون، بأيديهم سيوف مسلولة، يتناوش بعضهم بعضا بالطعن والضرب. فلمّا رأوا بلوقيا طافوا به وأحدقوا من ورائه وهمّوا به سوءا، فذكر اسم الله فهابوه وعجبوا منه وأغمدوا سيوفهم وقالوا بأجمعهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم قالوا له: من أنت يا عبد الله؟ قال:

أنا من بنى آدم اسمى بلوقيا. قالوا: نعرف آدم ولا نعرفك فما أوقعك إلينا؟ قال:

إنى خرجت فى طلب نبىّ يسمّى محمدا وإننى قد ضللت عن الطريق الذى أردته فرأيت من الأهوال كذا وكذا. قالوا: يا بلوقيا نحن من الجنّ مؤمنون، ونحن مع ملائكة الله فى السماء، ثم نزلنا إلى الأرض وقاتلنا كفرة الجنّ ونحن هاهنا مقيمون نغزوهم ونجاهدهم إلى يوم القيامة، ولسنا نموت إلى يوم القيامة وأنت لا تصبر معنا. فقال بلوقيا لملك الجنّ: يا صخر، أخبرنى عن خلق الجنّ كيف كان؟ قال: لمّا خلق الله جهنّم خلق لها سبعة أبواب وسبعة ألسن، خلق منها خلقين: خلق فى سمائه [سمّاه «١» ] حيليت «٢» ، وخلق فى أرضه [سمّاه «٣» ] تمليت «٤» . فأمّا حيليت فإنه خلق على صورة أسد، وتمليت فى صورة ذئب، وجعل الأسد ذكرا والذئب أنثى، وجعل طول كلّ واحد منهما مسيرة خمسائة عام، وجعل ذئب الذئب بمنزلة ذنب العقرب، وذنب الأسد بمنزلة الحيّة، وأمرهما أن ينتفضا فى النار انتفاضة ففعلا، فسقط من ذنب الذئب عقارب «٥» ، ومن ذنب الأسد حيّات «٦» . فعقارب جهنّم وحيّاتها من ذلك.

ثم أمرهما أن يتناكحا ففعلا، فحمل الذئب من الأسد فولد سبعة بنين وسبع بنات.

فأوحى الله تعالى إليهم أن يزوّج البنات من البنين كما أمر آدم، فستّة بنين