للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوصول الى مصر والتعرّض إليها. وعملت فى أيامه عجائب كثيرة، منها أنه عمل على باب كل مدينة بطّة نحاس قائمة على أسطوانة، فإذا دخل الغريب من الباب صفّقت بجناحيها وصرخت، فيؤخذ ويكشف عن أمره. وشقّ الى مدائن الغرب نهرا من النيل، وبنى على عبره منازل وأعلاما وغرس بينها غروسا، وكان اذا خرج إليها سار فى عمارة متّصلة. وملكهم مائة سنة وثلاثين سنة ثم مات.

وملك بعده ابنه سهلوق بن شرناق، وكان كاهنا منجّما، فأفاض العدل وقسم ماء النيل قسما موزونا، صرف الى كل ناحية قسمها، ورتّب المراتب وجعلها على سبعة أقسام: فالطبقة الأولى الملك وولده وأهل بيته ومن يلى عهده ورأس الكهّان والوزير الأكبر وقائد الجيش الأكبر وصاحب خاتم الملك وصاحب خزانته. والطبقة الثانية مراتب العمّال والمتولّين جباية الأموال والإشراف على النفقات فى أمر المملكة ومصالح البلد والعمارات وقسمة المياه. والطبقة الثالثة الكهّان وأصحاب الهياكل وخدمتها ومتولو القرابين والمشرفون على جميع ما يتقرّب به من بواكير الفواكه والرياحين وفتىّ البقر والفراريح الذكور ورءوس خوابى الشراب. والطبقة الرابعة المنجّمون والأطباء والفلاسفة. والطبقة الحامسة أصحاب عمارة الأرض ومتولّو أمر الزراعة. والطبقة السادسة أصحاب الصناعات والمهن فى كلّ فنّ، والمشرفون على أعمالهم ونقل ما يستحسنون منها الى خزانة الملك. والطبقة السابعة أصحاب الصّيد من الوحش والسّباع والطير والهوامّ والخشاش، والمشرفون على أخذ دمائها ومرائرها وشحومها وحملها الى الأطبّاء لإصلاح العقاقير وتأليف الأدوية. وتقدّم ألا يدخل أهل مهنة ولا صناعة فى غيرهم، ومن قصّر فى عمله عوقب، ومن أحسن فى عمله جوزى بقدره. وكانت رتبة الألحان والملاهى فى قسمة الملك. وتقدّم فى استنباط المعادن وبناء المدائن ونصب الأعلام والمنارات وإبداع الصناعات وجرّ المياه وتوليد غرائب