السن ثلاثمائة وتسعون سنة «١» ، فلما تأملنى قال: أحسبك تيميا «٢» فقلت: نعم، أنا من تيم ابن مرّة؛ أنا عبد الله بن عثمان بن عامر وبن عمرو بن كعب بن سعد «٣» بن تيم بن مرّة، قال: بقيت «٤» لى فيك واحدة، قلت: ما هى؟ قال: اكشف لى عن بطنك، قلت:
لا أفعل أو تخبرنى لم ذلك، فقال: إنى لأجد فى العلم الصّحيح الصادق أن نبيّا يبعث بالحرم يعاونه على أمره فتى وكهل، فأما الفتى فخوّاض غمرات، وكشّاف معضلات، وأما الكهل فأبيض نحيف، على بطنه شامة، وعلى فخذه اليسرى علامة، ولا «٥» عليك أن ترينى ما خفى علىّ؛ قال أبو بكر رضى الله عنه: فكشفت له عن بطنى، فرأى شامة سوداء فوق سرّتى، فقال: هو أنت وربّ «٦» الكعبة، وإنى متقدّم إليك فى أمر فاحذره، قلت: وما هو؟ قال إياك والميل عن الهدى وتمسّك بالطريقة المثلى، وخف الله عزّ وجلّ فيما أعطاك وخوّلك.
قال أبو بكر رضى الله عنه: فقضيت باليمن أربى، ثم أتيت الشيخ لأودّعه، فقال «٧» : أحامل أنت منّى أنباء إلى ذلك النّبىّ؟ قلت «٨» : نعم، فأنشأ يقول: