للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نؤمر بالكفّ عنهنّ وهنّ مشركات، فكيف إذا كنّ مسلمات؟» ومضى، فلحقه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، قام رجلان على الباب فتناولا من هو أمضّ شتيمة لك من صفيّة. فقال: ويحك لعلّها عائشة! قال: نعم، قال أحدهما:

«جزيت عنّا أمّنا عقوقا» .

وقال الآخر:

«يا أمّتا [١] توبى فقد خطيت» .

فبعث القعقاع بن عمرو إلى الباب، فأقبل على من كان عليه، فأحالوا على رجلين من أزد الكوفة، وهما عجلان وسعد ابنا عبد الله فضربهما مائة سوط، وأخرجهما من ثيابهما.

قال: وسألت عائشة رضى الله عنها عمّن قتل من الناس معها وعليها، فكلّما نعى واحد من الجميع قالت: رحمه الله! فقيل لها كيف ذلك؟ قالت: كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلان فى الجنة وفلان فى الجنة [٢] .

ثم جهّز علىّ رضى الله عنه عائشة بكلّ ما ينبغى لها من مركب وزاد ومتاع وغير ذلك، وبعث معها كلّ من نجا ممّن خرج معها إلّا من أحبّ المقام، واختار لها أربعين امرأة من نساء البصرة المعروفات، وسيّر معها أخاها محمد بن أبى بكر رضى الله عنهم. فلمّا كان


[١] كذا جاء بالتاء فى النسخة (ك) ، ووقع فى النسخة (ن) : «يا أمى» ، وجاء فى تاريخ ابن جرير: «يا أمنا» بالنون.
[٢] زاد ابن جرير: «وقال على بن أبى طالب يومئذ: إنى لأرجو ألا يكون أحد من هؤلاء نقى قلبه إلا أدخله الله الجنة» .