للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والموت [فى] [١] أطراف الأسل، وقد فتحت أبواب السماء، وتزيّنت الحور العين، اليوم ألقى الأحبّه، محمّدا وحزبه [٢] !» وتقدّم حتّى دنا من عمرو بن العاص، فقال له: «يا عمرو، بعت دينك بمصر! تبّا لك! تبّا لك!» فقال: لا ولكن أطلب دم عثمان. قال: «أشهد على علمى فيك إنّك لا تطلب بشىء من فعلك وجه الله، وأنك إن لم تقتل اليوم تمت غدا، فانظر إذا أعطى الناس على نيّاتهم ما نيّتك؟ لقد قاتلت صاحب هذه الراية ثلاثا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الرابعة ما هى بأبرّ ولا أتقى!» .

ثم قاتل عمّار فلم يرجع، وقتل، وقال قبل أن يقتل: إيتونى بآخر رزق لى من الدنيا! فأتى بضياح من لبن فى قدح،

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تقتل عمارا الفئة الباغية، وإنّ آخر رزقه ضياح من لبن»

(والضياح) ؛ الممزوج بالماء من اللبن [٣] .

قال: وقتلة أبو الغاديه [٤] ، واحتزّ رأسه ابن حوىّ [٥]


[١] الزيادة من ابن جرير، وجاء فى الكامل: «تحت» ، وسقطت الكلمة من المخطوطة.
[٢] يكتب هذا فى بعض الكتب على أسلوب كتابة الشعر.
[٣] جاء فى النهاية ولسان العرب: «فى حديث عمار: إن آخر شربة تشربها ضياح، الضياح والضيح بالفتح: اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط، رواه يوم قتل بصفين وقد جئ بلبن يشربه» .
[٤] أبو الغادية اسمه يسار بن سبع الجهنى.
[٥] قال ابن حزم فى جمهرة أنساب العرب ص ٤٠٥: «ولد السكسك بن أشرس بن كندة ثمانية عشر ذكرا، ولهم ثروة عظيمة بالشام، منهم حوى بن ماتع بن زرعة بن ينحض بن حبيب بن ثور بن خداش، من بنى عامر بن السكسك وهو قاتل عمار بن ياسر» .