وفيها أغار أندرونقس «١» الرومى على مرعش «٢» ونواحيها، فنفر أهل المصيصة وطرسوس فأصيب أبو الرجال بن أبى بكار فى جماعة من المسلمين. فعزل الخليفة أبا العشائر عن الثغور واستعمل عليهم رستم بن بدر «٣» ، وافتدى رستم فكان جملة من فودى به المسلمون ألف نفس ومائتى نفس. وحج بالناس فى هذه السنة الفضل بن عبد الملك بن عبد الله.
وفيها كان ابتداء إمارة بنى حمدان بالموصل، وذلك أن المكتفى بالله ولّى على الموصل وأعمالها أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبىّ العدوىّ «٤» ، فقدمها فى المحرم، وخرج فى اليوم الثانى من مقدمه لقتال الأكراد على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبار الدولة الحمدانية.
ودخلت سنة ثلاث وتسعين ومائتين: فى هذه السنة كان الظّفر بإبراهيم الخليجى المغلّب على ديار مصر، وقد ذكرنا ذلك فى سنة اثنتين وتسعين ومائتين.