بها من التجار، ونهب الحصن وبث الطلائع خوفه من لحوق عسكر السلطان به، فلما أبطأت القافلة عليه فنزل الشّقوق ثم نزل في رمل يقال له الهبير والطليح، وأقام ينتظر القافلة وفيها من الفوّاد نفيس المولدى، وعلى ساقتها صالح الأسود ومعه الشّمسة، وكان المعتضد جعل فيها جوهرا نفيسا ومعه الخزانة، وكان في القافلة من الوجوه إبراهيم «١» بن أبى الأشعث، ومعه كاتبه المنذر بن إبراهيم وميمون ابن إبراهيم الكاتب وكان إليه ديوان الخراج، والفرات بن أحمد ابن محمد بن الفرات، والحسن بن إسماعيل قرابة العبّاس بن الحسن، وعلى بن العبّاس النّهيكى وغيرهم من الرؤساء، وخلق من مياسير التجّار وفيها من المتاجر والرقيق ما يخرج عن الوصف، وفيها جماعة من الأشراف منهم أبو عبد الله أحمد بن موسى بن جعفر وجماعة من أهله، فأصاب بعضهم جراحات وأسر بقيّتهم، فعرفهم بعض المولّدين من وجوه عسكره فأخبره يهم، فخلّى لأبى عبد الله أحمد بن موسى وأهله الطريق، ومكّنهم من جمال تحمّلوا عليها، وكان أحمد بن موسى أحد من دخل بغداد وخبّر السلطان بأمرهم وجلالة حالهم؛ وأقاموا بفيد وقد اتّصل بهم أنّهم ينتظرون مددا من السلطان ففعل ابن كشمرد ما فعل من رجوعه إلى القادسيّة ولم ينجدهم، فلمّا طال مقامهم نفذ ما في المنزل وغلا السعر جدا، وجلوا عن الأجفر والخزيميّة ثم الثعلبية ثم الهبير، فلم يستتم نزولهم حتى ناهضهم زكرويه فقاتلهم يومهم كلّه، ثم باتوا على السواء، ثم باكرهم فقاتلهم