(فَمَا استقام لَهُم فِي أَعْوَج نهجٍ ... وَلَا أجارهم من مانعٍ كنف)
(وملت الأَرْض قتلاهم بِمَا قذفت ... مِنْهُم وضاق مِنْهَا المهمه الْقَذْف)
(وَالطير والوحش قد عافت لحومهم ... فَفِي مزاج الضواري مِنْهُم قرف)
(ردوا فَكل طريقٍ نَحْو أَرضهم ... تدل جاهلها الأشلاء والجيف)
(وأدبروا فَتَوَلّى قطع دابرهم ... وَالْحَمْد لله قومٌ للوغى ألفوا)
(ساقوهم فسقوا شط الْفُرَات دَمًا ... وطمهم بعباب السَّيْل فانحرفوا)
(وَأَصْبحُوا بعد لَا عينٌ وَلَا أثرٌ ... عَن القلاع عَلَيْهَا مِنْهُم شعف)
(يَا برق بلغ إِلَى غازان قصتهم ... وصف فقصتهم من فَوق مَا تصف)
(بشر بهلكهم ملك الْعرَاق لكَي ... يعطيك حلوانها حلوان والنجف)
(وَإِن يسل عَنْهُم قل قد تَركتهم ... كالنخل صرعى فَلَا تمرٌ وَلَا سعف)
(مَا أَنْت كفو عروس الشَّام تخطبها ... جهلا وَأَنت إِلَيْهَا الهائم الدنف)
(قد مَاتَ قبلك آباءٌ بحسرتها ... وَكلهمْ مغرمٌ مغرىً بهَا كلف)
(إِن الَّذِي فِي جحيم النَّار مَسْكَنه ... لَا تستباح لَهُ الجنات والغرف)
(وَإِن تعودوا تعد أسيافنا لكم ... ضربا إِذا قابلتها رضت الحجف)
(ذوقوا وبال تعديكم وبغيتكم ... فِي أَمركُم ولكأس الخزي فارتشفوا)
(فَالْحَمْد لله معطي النَّصْر ناصره ... وَكَاشف الضّر حَيْثُ الْحَال تنكشف)
وَفِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة كَانَت الزلزلة الْعَظِيمَة بِمصْر وَالشَّام وَكَانَ تأثيرها بالإسكندرية أعظم ذهب تَحت الرَّدْم بهَا عدد كَبِير وطلع الْبَحْر إِلَى نصف الْبَلَد واخذ الْجمال وَالرِّجَال وغرقت المراكب وَسَقَطت بِمصْر دور لَا تحصى وهدمت جَوَامِع ومآذن فَانْتدبَ الجاشنكير وسلار وَغَيرهمَا من الْأُمَرَاء والكبار وَأخذ كل وَاحِد مِنْهُم جَامعا وعمره وجدد لَهُ)
وقوفاً
وَفِي سنة ثَلَاث وَسبع مائَة توجه أَمِير سلَاح وعسكر من دمشق وقبجق فِي عَسْكَر حماه واسندمر فِي عَسْكَر السَّاحِل وقراسنقر فِي عَسْكَر حلب ونازلوا تل حمدون وأخذوها وَدخل بعض الْعَسْكَر الدربند وانحازوا ونهبوا وأسروا خلقا ودقت البشائر
وَفِي شَوَّال من خدابنده هَذِه السّنة توفّي غازان ملك التتار وَملك بعده أَخُوهُ مُحَمَّد الملقب
وَفِي سنة خمس وَسبع مائَة نَازل الأفرم بعساكره من دمشق جبل الجرد وَكسر الكسروانيين وَسَيَأْتِي ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي ترجمتهلأنهم كَانُوا وافض روكانوا قد آذوا الْمُسلمين وَقتلُوا المنهزمين من العساكر المصرية فِي نوبَة قازان الأولى الكائنة فِي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة
وَفِي سنة ثَمَان وَسبع مائَة ذهب السُّلْطَان فِي شهر رَمَضَان إِلَى الْحجاز وَأقَام بالكرك متبرماً من سلار الجاشنكير وحجرهم عَلَيْهِ ومنعهم لَهُ من التَّصَرُّف
قيل أَنه طلب يَوْمًا خروفاً رميساً فَمنع