الطِّبّ وَكَانَ قد خدم الْخُلَفَاء والرؤساء الَّذين خدمهم أَبوهُ ثمَّ انْقَطع إِلَى الْقَاسِم بن عبيد الله وَزِير المعتضد واختص بِهِ حَتَّى كَانَ يطلعه على أسراره ويفضي إِلَيْهِ بِمَا يَكْتُمهُ عَن غَيره وَذكر ابْن بطلَان فِي كتاب دَعْوَة الْأَطِبَّاء أَن الْوَزير لما بلغه أَن إِسْحَاق اسْتعْمل دَوَاء مسهلاً فأحبّ مداعبته وَكتب إِلَيْهِ
(أبن لي كَيفَ أمسيت ... وَمَا كَانَ من الْحَال)
(وَكم سَارَتْ بك النّاق ... ة نَحْو الْمنزل الْخَالِي)
فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب
(بخيرٍ بتّ مَسْرُورا ... رخيّ الْحَال والبال)
فأمّا السّير والناقة والمرتبع الْخَالِي)
فإجلالك أنسانيه يَا غَايَة آمالي وَقيل إِنَّه كتب الْجَواب
(كتبت إِلَيْك والنعلان مَا إِن ... أقلّمها من الْمَشْي العنيف)
(فَإِن رمت الْجَواب إليّ فَاكْتُبْ ... على العنوان يُوصل للكنيف)
٣ - (عَم الإِمَام أَحْمد)
إِسْحَاق بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد الشَّيْبَانِيّ عَم الإِمَام أَحْمد ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ سمع يزِيد بن هَارُون وطبقته عَنهُ ابْنه حَنْبَل بن إِسْحَاق وَغَيره وَكَانَ ثِقَة وَبَينه وَبَين الإِمَام أَحْمد ثَلَاث سِنِين وَسمع عَامَّة مَشَايِخ الإِمَام أَحْمد وروى عَنهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَعبد الله بن الإِمَام أَحْمد
٣ - (ابْن الطَّبِيب)
إِسْحَاق بن خلف الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن الطَّبِيب من شعراء المعتصم كَانَ رجلا شَأْنه الفتوة ومعاشر الشطّار والتصيّد بالكلاب وإيثار أَصْحَاب الطنابير وَكَانَ من أحسن النَّاس إنشاداً كَأَنَّهُ يتغنّى فِي إنشاده وَكَانَ إِذا راجعك الْكَلَام لم تكد تسأم مُرَاجعَته لحسن أَلْفَاظه حبس مرّة لجناية جناها فَقَالَ الشّعْر فِي السجْن وَشهر بِهِ ثمَّ ترقى فِي ذَلِك حَتَّى مدح الْمُلُوك واختشاه الْأَشْرَاف وَدون شعره وَكَانَ أحد من اختير للمعتصم والإفشين وَانْصَرف بالجائزة وَلم يزل على رسم الفتوة وَضرب الطنبور إِلَى أَن فَارق الدُّنْيَا وَكَانَ عَمه طَبِيبا وَكَانَ لإسحاق مَذْهَب فِي التشبع وَمن شعره
(النَّحْو يبسط من لِسَان الألكن ... والمرء تعظمه إِذا لم يلحن)
(وَإِذا طلبت من الْعُلُوم أجلّها ... فأجلّها عِنْدِي مُقيم الألسن)