أَبُو الرّبيع قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر لَا يخْتَلف أَنه أسلم بِالْمَدِينَةِ على يَد مُصعب ابْن عُمَيْر وَذَلِكَ قبل إِسْلَام سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير شهد بَدْرًا وأحداً والمشاهد كلهَا وَكَانَ فِيمَن قتل كَعْب بن الْأَشْرَف الْيَهُودِيّ وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة ذكر أنس بن مَالك أَن عَصَاهُ كَانَت تضيء لَهُ إِذْ كَانَ يخرج من عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بَيته لَيْلًا وَعرض لَهُ ذَلِك مرّة مَعَ أسيد بن حضير فَلَمَّا افْتَرقَا أَضَاءَت لكل وَاحِد مِنْهُمَا عَصَاهُ وَقَالَت عَائِشَة كَانَ فِي بني عبد الْأَشْهَل ثَلَاثَة لم يكن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد أفضل مِنْهُم سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير وَعباد بن بشر وَلما قتل كَعْب بن الاشرف قَالَ
(الوافر صخرت لَهُ فَلم يعرض لصوتي ... ووافى طالعاً من رَأس جدر)
(فعدت لَهُ فَقَالَ من الْمُنَادِي ... فَقلت أَخُوك عباد بن بشر)
(وهذي درعنا رهنا فَخذهَا ... لشهر إِن وفى أَو نصف شهر)
(فَقَالَ معاشر سغبوا وجاعوا ... وَمَا عدلوا الْغنى من غير فقر)
(فَأقبل نحونا يهوي سَرِيعا ... وَقَالَ لنا لقد جئْتُمْ لأمر)
(وَفِي أَيْمَاننَا بيض حداد ... مُجَرّدَة بهَا الْكفَّار نفري)
(فعانقه ابْن مسلمة المردى ... بِهِ الْكفَّار كالليث الهزبر)
(وَشد بِسَيْفِهِ صَلتا عَلَيْهِ ... فقطره أَبُو عبس بن جبر)
(وَكَانَ الله سادسنا فأبنا ... بأنعم نعْمَة وأعز نصر)
(وَجَاء بِرَأْسِهِ قوم كرام ... هم ناهيك من صدق وبر)
وَالَّذين قتلوا كَعْب بن الاشرف مُحَمَّد بن مسلمة والْحَارث بن أَوْس وَعباد ابْن بشر وَأَبُو عبس ابْن جبر وَأَبُو نائلة سلكان بن وقش الأشْهَلِي وَقتل عباد بن بشر يَوْم الْيَمَامَة وَكَانَ قد أبلى بلَاء حسنا ٥٨٩٥
٣ - (أَخُو الْأَمِير عبيد الله)
عباد بن زِيَاد أَخُو الْأَمِير عبيد الله بن زِيَاد ولي إمرة سجستان وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين)
لِلْهِجْرَةِ ٥٨٩٦