عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ الْمُفْتِي الإِمَام زين الدّين أَبُو سعد الْحَرَّانِي الْمُؤَذّن الشُّرُوطِي الْحَنْبَلِيّ توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة كَانَ قد طلب الحَدِيث وقتا وَدَار على الشُّيُوخ قَلِيلا وَنسخ جملَة أَجزَاء سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَتقدم فِي الْفِقْه وناظر وتميز وَعِنْده صَحِيح مُسلم عَن الْقَاسِم الإربلي ٥٩١١
٣ - (ابْن مَاء السَّمَاء الأندلسي)
عبَادَة بن عبد الله بن مَاء السَّمَاء أَبُو بكر شَاعِر الأندلس وَرَأس الشُّعَرَاء فِي الدولة العامرية توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة تسع عشرَة قَالَ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة كَانَ فِي ذَلِك الْعَصْر شيخ الصِّنَاعَة وَأحكم الْجَمَاعَة سلك إِلَى الشّعْر مسلكاً سهلاً فَقَالَت لَهُ غَرَائِبه مرْحَبًا وَأهلا وَكَانَت صَنْعَة التوشيح الَّتِي نهج أهل الأندلس طريقتها وَوَضَعُوا حَقِيقَتهَا غير مرقومة البرود وَلَا منظومة الْعُقُود فَأَقَامَ عبَادَة هَذَا منآدها وَقوم ميلها وسنادها فَكَأَنَّهَا لم تسمع بالأندلس إِلَّا مِنْهُ وَلَا أخذت إِلَّا عَنهُ واشتهر بهَا اشتهاراً غلب على ذَاته وَذهب بِكَثِير من حَسَنَاته وَأول من صنع أوزان هَذِه الموشحات بأفقنا واخترع طريقتها فِيمَا بَلغنِي مُحَمَّد بن مَحْمُود القبري الضَّرِير وَقيل إِن ابْن عبد ربه صَاحب كتاب العقد أول من سبق إِلَى هَذَا النَّوْع من الموشحات ثمَّ نَشأ يُوسُف بن هَارُون الرَّمَادِي وَكَانَ أول من أَكثر فِيهَا من التَّضْمِين فِي المراكز يضمن كل موقف يقف عَلَيْهِ فِي المراكز خَاصَّة فاستمر)
على ذَلِك شعراء عصره كمكرم بن سعيد وَابْني أبي الْحسن ثمَّ نَشأ عبَادَة هَذَا فأحدث التضفير وَذَلِكَ أَنه اعْتمد مَوَاضِع الْوَقْف فِي المراكز وَمن شعر عبَادَة الْمَذْكُور الْكَامِل المجزوء
(لَا تشكون إِذا عثر ت إِلَى صديق سوء حالك)
(فيريك ألوانا من الإذلال لم تخطر ببالك)
(إياك أَن تَدْرِي يمي ... نك مَا يَدُور على شمالك)