أصُول الْفِقْه وفروعه وَكَانَ متكلماً عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وصنف أَيْضا فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَأخذ عَنهُ خلق كثير وَتُوفِّي سنة خمس وَقيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين تكلم فِي أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ ابْن معِين لما بلغه ذَلِك مَا أحوجه إِلَى أَن يضْرب ولعنه
وَكَانَ يَقُول كَلَام الله منزلٌ غير مَخْلُوق إِلَّا أَن لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مخلوقٌ وَمن لم يقل إِن لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر
قَالَ أَبُو عبد الله بل هُوَ كَافِر أَي شَيْء قَالَت الْجَهْمِية غير ذَلِك
٣ - (مؤيد الدّين الطغرائي)
الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد العميد فَخر الْكتاب أَبُو إِسْمَاعِيل مؤيد الدّين الطغرائي بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْغَيْن وَبعد الرَّاء ألف ممدودة وياء النّسَب هَذِه نِسْبَة إِلَى من يكْتب الطغراء وَهِي الطرة الَّتِي فِي أَعلَى المناشير والكتب فَوق الْبَسْمَلَة الْكَاتِب المنشئ
ولي الْكِتَابَة مُدَّة بإربل وَكَانَ وَزِير السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد السلجوقي بالموصل وَلما جرى)
بَينه وَبَين أَخِيه السُّلْطَان مَحْمُود المصاف بِالْقربِ من همذان وَكَانَت النُّصْرَة لمحمود أول من أَخذ الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْمَاعِيل وَزِير مَسْعُود فَأخْبر بِهِ وَزِير مَحْمُود وَهُوَ الْكَمَال نظام الدّين أَبُو طَالب عَليّ بن أَحْمد بن حَرْب السميرمي قَالَ الشهَاب أسعد وَكَانَ طغرائياً فِي ذَلِك الْوَقْت نِيَابَة عَن النصير الْكَاتِب هَذَا الرجل ملحد يَعْنِي الْأُسْتَاذ فَقَالَ وَزِير مَحْمُود من يكون ملحداً يقتل فَقتل ظلما وَقد كَانُوا خَافُوا مِنْهُ فاعتمدوا قَتله وَكَانَت هَذِه الْوَاقِعَة سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَقيل إِنَّه قتل سنة أَربع عشرَة وَقيل ثَمَانِي عشرَة وَقد جَاوز السِّتين
وَقيل إِن أَخا مخدومه لما عزم على قَتله أَمر أَن يشد إِلَى شَجَرَة وَأَن يقف تجاهه جماعةٌ يرمونه بالنشاب وأوقف إنْسَانا خلف الشَّجَرَة من غير أَن يشْعر بِهِ ليسمع مَا يَقُول وَقَالَ لأرباب السِّهَام لَا ترموا إِلَّا إِذا أَشرت إِلَيْكُم فوقفوا تجاهه والسهام بِأَيْدِيهِم مفوقةٌ نَحوه فَأَنْشد الطغرائي من الْكَامِل
(ولد أَقُول لمن يسدد سَهْمه ... نحوي وأسياف الْمنية شرع)
(وَالْمَوْت فِي لحظات أخزر طرفه ... دوني وقلبي دونه يتقطع)
(بِاللَّه فتش عَن فُؤَادِي هَل ترى ... فِيهِ لغير هوى الْأَحِبَّة مَوضِع)
(أَهْون بِهِ لَو لم يكن فِي طيه ... عهد الحبيب وسره الْمُسْتَوْدع)