للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[حنين]

٣ - (ابْن بلُّوع المغنِّي)

حنين بن بلُّوع كَانَ شيخ المغنين بالعراق وَاجْتمعَ بِابْن سُرَيج وَأقَام عِنْده وَأخذ كل مِنْهُمَا عَن الآخر قَالَ الْأَصْمَعِي لما حرَّم خَالِد بن عبد الله الْغناء دخل إِلَيْهِ ذَات يَوْم حنين بن بلّوع مُشْتَمِلًا على عوده فَلَمَّا لم يبْق فِي الْمجْلس من يحتشم مِنْهُ قَالَ أصلح الله الْأَمِير إِنِّي شيخ كَبِير السّنّ ولي صناعَة كنت أَعُود بهَا على عيالي وَقد حرَّمتها قَالَ وَمَا هِيَ فكشف عوده وَضرب وغنَّى من الْخَفِيف أيُّها الشامت المعيِّر بالشيب أقلَّنَّ بالشَّباب افتخارا

(قد لبسنا الشَّباب غضّاً جَدِيدا ... فَوَجَدنَا الشَّبَاب ثوبا معارا)

فَبكى خَالِد حَتَّى علا نحيبه ورقَّ وارتجع وَقَالَ قد أَذِنت لَك مَا لم تجَالس معربداً وَلَا سَفِيها

وَكَانَ حنين بعد ذَلِك إِذا دعِي يقف على الْبَاب وَيَقُول أفيكم معربد أفيكم سَفِيه فَإِذا قَالُوا لَا دخل قَالَ إِسْحَق هوعبادي من أهل الْحيرَة وكنيته أَبُو الْأسود وَمن شعره الَّذِي غنى فِيهِ من المنسرح

(أَنا حنينٌ ومنزلي النَّجف ... ومانديمي إلاّ الْمنزل القصف)

(أقذف بالكاس وسط باطيةٍ ... مشمولةٍ مرّة وأغترف)

(من قهوةٍ باكر التِّجار بهَا ... بَيت يهود أقرَّها الخزف)

(والعيش غضٌّ ومنزلي خصبٌ ... لم تغذني شقوةٌ وَلَا عنف)

وغنَّى لهشام بن عبد الْملك هُوَ وزامر من الْكُوفَة إِلَى العبَّاسية فَأمر لَهُ بِمِائَتي دِرْهَم وللزامر بِخَمْسِينَ درهما

٣ - (الطَّيب)

حنين بن إِسْحَق العباديّ الطَّبِيب الْمَشْهُور كَانَ إِمَام وقته فِي صناعَة الطِّب وَكَانَ يعرف اللّغة اليونانية معرفَة تامَّة وَهُوَ الَّذِي عرَّب كتاب أوقليدس وَجَاء ثَابت بن قرَّة المقدَّم ذكره فنقَّحه وهذَّبه وَكَذَلِكَ عرَّب حنين كتاب المجسطي وَكَانَ حنين أشدَّ أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>