(فعرب دمعي بِالَّذِي أَنا كاتم ... وَقد رجعت فِي الرَّوْض أطيارها اللحنا)
(فَقَالَ عذول وَهُوَ أَجْهَل قَائِل ... رويدك لَا تفنى وَمن لي بِأَن أفنى)
(وَلَو أَن بيض الْهِنْد مِمَّا يردني ... وَسمر القنا عَنهُ تمانعني طَعنا)
(لقبلت حد السَّيْف حبا لطرفه ... وعانقت من شوقي لَهُ الأسمر اللدنا)
(وخضت عجاج الْمَوْت وَالْمَوْت طيب ... إِذا كَانَ مَا يُرْضِي أحبتنا منا)
(حفظنا على حكم الْوَفَاء وضيعوا ... وحالوا بِحكم الْغدر عَنَّا وَمَا حلنا)
(وضنوا على المضنى ببذل تحيةٍ ... وَلَو سَأَلُوا بذل الْحَيَاة لما ضنا)
وَكتب إِلَى من رزق توأمين ذكرا وَأُنْثَى من جَارِيَة سَوْدَاء
(وخصك رب الْعَرْش مِنْهَا بتوأمٍ ... وَمن ظلمات الْبَحْر يسْتَخْرج الدُّرَر)
(ويرك أضحى وَارِثا علم جابرٍ ... فأعطاك من ألقابه الشَّمْس وَالْقَمَر)
وَقَالَ فِي مليح شواء
(وشواء بديع الْحسن يزهى ... بطلعته على كل البرايا)
(فوا شوقاه للأفخاذ مِنْهُ ... يشمرها وَيقطع لي اللوايا)
أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأَكْفَانِيِّ الْحَكِيم قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ ظهير الدّين الْبَارِزِيّ
(يَا لحية الْحبّ الَّتِي ... زَالَ هلا تثبتي)
هَل أَنْت فَوق خَدّه الوردي مسك تنبتي قلت كَانَ الأَصْل أَن يَقُول تنبتين وَلكنه حذف النُّون على لُغَة من قَالَ
(أَبيت أسرِي وتبيتي تدلكي ... وَجهك بالعنبر والمسك الذكي)
وَالصَّحِيح أَن الأَرْض الَّتِي ينْسب لغيها الْمسك يُقَال لَهَا أَرض التبت وَهِي بِلَاد التّرْك الَّتِي بهَا غزال الْمسك لَيْسَ فِيهَا نون الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا هِيَ بتائين ثَالِث الْحُرُوف الأولى مَضْمُومَة وَبَينهمَا بَاء)
ثَانِي الْحُرُوف مَفْتُوحَة على وزن عمر وَالله أعلم
٣ - (جمال الدّين جمال الكفاة)
إِبْرَاهِيم القَاضِي جمال الدّين جمال الكفاة نَاظر الْخَاص وناظر الجيوش وناظر الدولة وَكَانَ ابْن خَالَة القَاضِي شرف الدّين النشو وَهُوَ الَّذِي استسلمه واستخدمه مُسْتَوْفيا فِي الدولة ثمَّ استخدمه عِنْد الْأَمِير سيف الدّين بشتاك فَلبث عِنْده مُدَّة ثمَّ إِن النَّاس رموا بَينهمَا فَوَقع بَينهمَا الْمُعَادَة الصعبة على سوء ظن من النشو وَلم يزل الْأَمر بَينهمَا فِي