كَيْفيَّة ضبط حُرُوف المعجم قَالُوا الْبَاء الْمُوَحدَة وَبَعْضهمْ يَقُول الْبَاء ثَانِي الْحُرُوف وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق لِئَلَّا يحصل الشّبَه بِالْيَاءِ فَإِنَّهَا مثناة وَلكنهَا من تَحت وَبَعْضهمْ قَالَ ثَالِث الْحُرُوف والثاء الْمُثَلَّثَة وَالْجِيم والحاء الْمُهْملَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَالزَّاي وَبَعْضهمْ يَقُول الرَّاء الْمُهْملَة وَالزَّاي الْمُعْجَمَة وَالسِّين الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة والظاء الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء وَالْقَاف وَالْكَاف وَاللَّام وَالْهَاء وَالْوَاو وَالْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَبَعْضهمْ يَقُول آخر الْحُرُوف
تَتِمَّة إِذا أَرَادوا ضبط كلمة قيدوها بِهَذِهِ الأحرف على هَذِه الصُّورَة فَإِن أَرَادوا لَهَا زِيَادَة بَيَان قَالُوا على وزن كَذَا فَيذكرُونَ كلمة توازنها وَهِي أشهر مِنْهَا كَمَا إِذا قيدوا فلوا وَهُوَ الْمهْر قَالُوا فِيهِ بِفَتْح الْفَاء وَضم اللَّام وَتَشْديد الْوَاو على وزن عَدو فَحِينَئِذٍ يكون الْحَال قد اتَّضَح والأشكال قد زَالَ
(الْفَصْل الثَّامِن)
)
(الْوَفَاة يحْتَاج إِلَى معرفَة أَصْلهَا)
فَأَقُول أصل وَفَاة وفية بتحريك الْوَاو وَالْفَاء وَالْيَاء على وزن بقرة وَلما كَانَت الْيَاء حرف عِلّة سكنوها فَصَارَت وفية فَلَمَّا سكنت الْيَاء وَانْفَتح مَا قبلهَا قلبت ألفا فَقَالُوا وَفَاة وَلِهَذَا لما جَمَعُوهُ رجعُوا بِهِ إِلَى أَصله فَقَالُوا وفيات بِفَتْح الْوَاو وَالْفَاء وَالْيَاء كَمَا قَالُوا شَجَرَة وشجرات وَقَالُوا فِي الْفِعْل مِنْهُ توفّي زيد بِضَم التَّاء وَالْوَاو وَكسر الْفَاء وَفتح الْيَاء فبنوه على مَا لم يسم فَاعله لِأَن الْإِنْسَان لَا يتوفى نَفسه فعلى هَذَا الله الْمُتَوفَّى بِكَسْر الْفَاء أَو أحد الْمَلَائِكَة وَزيد الْمُتَوفَّى بِفَتْح الْفَاء وَقد حكى أَن بَعضهم حضر جَنَازَة فَسَأَلَ بعض الْفُضَلَاء وَقَالَ من الْمُتَوفَّى بِكَسْر الْفَاء فَقَالَ لَهُ الله تَعَالَى فَأنْكر ذَلِك إِلَى أَن بَين لَهُ الْغَلَط وَقَالَ قل من الْمُتَوفَّى بِفَتْح الْفَاء
مِنْهُم يتَعَيَّن هَهُنَا ذكره الْأَجَل أجل وَاحِد لَيْسَ إِلَّا فَإِن بعض النَّاس من حكماء الْمُسلمين كَأبي الْهُذيْل العلاف المعتزلي وَمن تَابعه وَقَالَ بقوله وافقوا غَيرهم على القَوْل بالأجل الطبيعي وَالْأَجَل الاخترامي أما الطبيعي فَهُوَ نفاد الْحَار الغريزي وَذَهَاب الرُّطُوبَة والاخترامي فَهُوَ مَا يحصل من الْغَرق والحرق والتردي وتفرق الِاتِّصَال بِالسَّيْفِ وَغَيره أَو دُخُول الْمنَافِي للحياة كالسموم أَو فَسَاد المزاج من غَلَبَة بعض الأخلاط أَو عدم التنفس من خنق أَو غَيره وَاحْتج بقوله تَعَالَى ثمَّ قضى أَََجَلًا وَأجل مُسَمّى عِنْده الْأَنْعَام وَالصَّحِيح مَا ذهب إِلَيْهِ أهل السّنة من أَن الْأَجَل وَاحِد لَا يزِيد وَلَا ينقص كَمَا قَالَ تَعَالَى أَن أجل الله إِذا جَاءَ لَا يُؤَخر نوح وَلنْ يُؤَخر الله نفسا إِذا جَاءَ أجلهَا المُنَافِقُونَ وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي ذَلِك كَثِيرَة وَالْجَوَاب عَن الْآيَة على مَا تمسك بِهِ الْخصم أَن الْأَجَل الأول أما المُرَاد بِهِ آجال الماضين وَالْأَجَل الثَّانِي آجال البَاقِينَ الَّذين لم يموتوا أَو الْأَجَل الأول الْمَوْت وَالْأَجَل الثَّانِي أجل الْبَعْث يَوْم النشور للقيامة أَو الأول مَا بَين خلقه إِلَى مَوته وَالثَّانِي مُدَّة لبثه فِي البرزخ أَو الأول النّوم وَالثَّانِي الْمَوْت أَو الأول مِقْدَار مَا مضى من عمر كل أحد وَالثَّانِي مِقْدَار مَا بَقِي لَهُ من الْحَيَاة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute