أَن تسكن فِي علّية تِلْكَ الدَّار فَتَركهَا تسكن ثمَّ طالبها بِالْأُجْرَةِ وَكَانَت فقيرة فوقّع على قصَّتهَا يخرج هَذَا النازلُ النازلُ وَلَا يعوّض بِشَيْء من النَّازِل وَكتب)
إِلَيْهِ كاتباه ابْن عَبَّاس وَابْن عشرَة يطلبان مِنْهُ أَن يزورا بلدهما فَلم يردّ عَلَيْهِمَا جَوَابا وكرّرا الطّلب ثَلَاث مَرَّات فَوَقع على قصتهما الثَّالِثَة لَا لَا لَا وَلَيْسَ لحَاجَة فيكما وَمن شعره وَقد قتل جنده ابْن اخته
(مَا ابْن أُخْتِي مِمَّن يعزّ على رو ... حَيّ وَإِن كَانَ قومه أعدائي)
(لَا تشلّ الْيَد الَّتِي جرعته ... حتفه فَهُوَ زَائِد فِي الدَّاء وَقَالَ لما بلغه قَول النَّاس عَنهُ هَذَا حجّاج)
الْمغرب لِكَثْرَة قَتله
(أَنا الْحجَّاج لني صبور ... مقرّ بِالْحِسَابِ وبالعقاب)
(وَأعلم أنّ لي بِفنَاء قوم ... عموا عَن رشدهم ذخر الثَّوَاب)
٣ - (المتأيّد)
إِدْرِيس بن عَليّ حمود بن مَيْمُون بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الله بن عمر بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الملقب بالمتأيّد كَانَ نَائِب المعتلي يحيى بن عَليّ بن حمود وَهُوَ أَخُوهُ فِي سبتة فعندنا سقط عَلَيْهِ الْخَبَر بِأَمْر أَخِيه يحيى على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته بَادر فِي الْبَحْر إِلَى مالقة وَاسْتولى على قصبتها وخطب لَهُ بالخلافة وتلقب بالمتأيد
وتحزبت مَعَه صنهاجة أَصْحَاب غرناطة وزناتة أَصْحَاب قرمونة ووصلوا إِلَى إشبيلية واستولوا على حصن الْقصر وَكَانَت لَهُ خطوب كَثِيرَة وتفاتن بَنو حمود فِيمَا بَينهم حَتَّى كَانَ مِنْهُم ثَلَاثَة يدعى كل وَاحِد مِنْهُم بأمير الْمُؤمنِينَ فِي نَحْو مَسَافَة خَمْسَة أَيَّام فِي شريش وَفِي الجزيرة الخضراء وَفِي مالقة
٣ - (العالي)
إِدْرِيس بن يحيى بن عَليّ بن حمود وَقد تقدم بَقِيَّة النّسَب فِي تَرْجَمَة المتأيد
بُويِعَ فِي مالقة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ولقب العالي وَقَامَ خَطِيبًا أَبُو مُحَمَّد غَانِم بن الْوَلِيد المَخْزُومِي أحد عُلَمَاء مالقة وَقَالَ
(اسْتقْبل الْملك إِمَام الْهدى ... بأربعٍ بعد ثلاثينا)
(خلَافَة العالي سمت نَحوه ... وَهُوَ ابْن خمسٍ بعد عشرينا)
(إنّي لأرجو يَا إِمَام الْهدى ... أَن تملك االناس ثمانينا)
)
(لَا رحم الله امْرَءًا لم يقل ... عِنْد دعائي لَك آمينا)
وَلم يكن فِي بني حمود مثل العالي أبدا ونبلاً وكرماً وللشعراء فِيهِ أمداح كَثِيرَة وَقد اشتهرت قصيدة ابْن مقانا الأشبوني فِيهِ وَقيل إنّه أنشدها لَهُ والعالي خلف حجاب على الْعَادة فِي ذَلِك فَلَمَّا وصل إِلَى قَوْله