وَأنْشد الرئيس أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن الْمفضل بن كاهويه لنَفسِهِ وَقد دخل على أبي الْوَقْت فِي النظامية بأصبهان وَشهد اجْتِمَاع الْعلمَاء والحفاظ فِي مَجْلِسه عِنْد الإِمَام صدر الدّين مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الخجندي والحافظ أَبُو مَسْعُود كوتاه يقْرَأ عَلَيْهِ الصَّحِيح السَّرِيع
(أَتَاكُم الشَّيْخ أَبُو الْوَقْت ... بِأَحْسَن الْأَخْبَار من ثَبت)
(طوى إِلَيْكُم علمه ناشراً ... مراجل الأبرق والخبت)
(ألحق بالأشياخ أطفالكم ... وَقد رمى الْحَاسِد بالكبت)
(بَارك فِيهِ الله من حَامِل ... خُلَاصَة الْفِقْه إِلَى الْمُفْتِي)
(انتهزوا الفرصة يَا سادتي ... وحصلوا الْإِسْنَاد فِي الْوَقْت)
)
(فَإِن من فَوت مَا عِنْده ... يصير ذَا الْحَسْرَة والمقت)
(عبد الْبَارِي)
٣ - (أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ)
عبد الْبَارِي بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الصعيدي الْمُقْرِئ المجود قَرَأَ بالروايات على أبي الْقَاسِم بن عِيسَى وَغَيره وصنف فِي الْقرَاءَات وتصدر بِالْمَدْرَسَةِ الحافظية بالإسكندرية وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وَكَانَ مقرئاً صَالحا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد روى وَلَده أَبُو بكر عَن سبط السلَفِي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة
٣ - (كَمَال الدّين الأرمنتي)
عبد الْبَارِي بن أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن كَمَال الدّين بن الأسعد الأرمنتي بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَرَاء سَاكِنة وَمِيم مَفْتُوحَة وَنون سَاكِنة وتاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْقرشِي الْبكْرِيّ سمع من ابْن النُّعْمَان وَغَيره
قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ فَقِيها مالكياً اشْتغل بِمذهب مَالك وبمذهب الشَّافِعِي وَحفظ كتاب ابْن الْحَاجِب فِي مَذْهَب مَالك والتعجيز فِي مَذْهَب الشَّافِعِي ذكر لي جمَاعَة من قوص أَن قَاضِي الْقُضَاة أَبَا الْفَتْح الْقشيرِي قَالَ لَهُ اكْتُبْ على بَاب بلدك أَنه مَا خرج مِنْهَا أفقه مِنْك
وَكَانَ متورعاً زاهداً عِنْده قَمح قد انتقاه يغسلهُ بِالْمَاءِ ويزرعه بِنَفسِهِ فِي أَرض يختارها ويحصده ويطحنه بِيَدِهِ وَعِنْده طين طَاهِر يعْمل مِنْهُ آنِية بِنَفسِهِ ويحترز فِي الطهارات لكنه حصل لَهُ تغير مزاج فطلع إِلَى الْمِنْبَر بقوص عقيب صَلَاة الْجُمُعَة وَادّعى الْخلَافَة بعد