للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَاج الدولة تتش السلجوقي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله وَكَانَ رجلا شهماً ذَا عَزمَة وسعادة وجد واجتهاد وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتَوَلَّى وَلَده سكمان الْقُدس بعده وذرته إِلَى الْآن مُلُوك ماردين وَسَيَأْتِي ذكر سكمان وأخيه نجم الدّين إيلغازي إِن شَاءَ الله تَعَالَى

٣ - (الْمَنْصُور صَاحب ماردين)

أرتق بن الْملك أرسلان بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي الأرتقي التركماني صَاحب ماردين الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين وَليهَا بعد أَخِيه حسام الدّين إيلغازي وَهُوَ دون الْبلُوغ وَكَانَ أتابكه مَمْلُوك أَخِيه وَزوج أمه فَلَمَّا تمكن قَتلهمَا سنة سِتّمائَة واستقام أمره وَكَانَ عادلاً حسن السِّيرَة يَصُوم الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَيتْرك الْخمر فِي الثَّلَاثَة أشهر وَقَتله مماليكه بمواطأةٍ من ولد وَلَده ألبي غَازِي ابْن أرتق وَكَانَ شَدِيد الْمحبَّة لهَذَا إلَاّ أنّه كَانَ قد أبعد وَالِده بِحَيْثُ أنّه حلق رَأسه وتمفقر فَغَضب أَبوهُ عَلَيْهِ وحبسه فَلَمَّا قتل أخرجه ابْنه وَحلف لَهُ وَقَامَ بِأَمْر سلطنته وَكَانَت قتلته أَعنِي الْمَنْصُور سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة

٣ - (ابْن جِلْدك شحنة بغذاذ)

أرتق بن جِلْدك بن عبد الله المقتفوي كَانَ شحنة بغداذ ثمَّ تلاك الجنديّة وسلك طَرِيق الْفقر وسمى نَفسه مُحَمَّدًا وَصَارَ يتَكَلَّم على طَريقَة أهل الْحَقِيقَة على النَّاس فِي جَامع الْقصر ويحضر عِنْده جمَاعَة من الْعَوام وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْأُصُول وَيذْهب إِلَى مَذَاهِب غَرِيبَة وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْجَهْل فِيهَا فَمنع من الْكَلَام فِي جَامع الْقصر فَكتب شَيْئا من كَلَامه وعقيدته وَعرضه على الْفُقَهَاء فَكَتَبُوا خطّهم بِصِحَّتِهِ فَسكت النَّاس عَنهُ ثمَّ عاود الْكَلَام بِجَامِع الْقصر وَحضر عِنْده جمع قَلِيل وَتُوفِّي سنة سِتّ وسِتمِائَة

[أرتنا]

٣ - (حَاكم الرّوم)

أرتنابفتح الْهمزَة وَبعد الرَّاء الْمَفْتُوحَة تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف سَاكِنة ثمَّ نون وألفالحاكم بِبِلَاد الرّوم من جِهَة بوسعيد كَاتب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بعد وَفَاة بوسعيد وَقَالَ أُرِيد أكون نائبك فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَبعث إِلَيْهِ الْخلْع السّنيَّة ثمَّ كتب إِلَيْهِ نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بالبلاد الرومية وَلم تزل رسله تترد إِلَيْهِ إِلَى آخر وَقت وَوَقع بَينه وَبَين أَوْلَاد تمرتاش فَجمعُوا لَهُ العساكر وَجَاءُوا إِلَيْهِ وَمَعَهُمْ القان سُلَيْمَان فكسرهم بصحراء أكرنبوكبكافين بَينهمَا رَاء وَنون وباء ثَانِيَة الْحُرُوف وواو وَقبل الْكَاف الأولى همزَة وَأسر جمَاعَة من أمرائهم وغنم من أَمْوَالهم شَيْئا كثيرا وَهَزَمَهُمْ أقبح هزيمَة وَمِنْهَا خمل سُلَيْمَان القان وَعظم أرتنا فِي النُّفُوس وَكَانَت هَذِه الْوَاقِعَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي إِحْدَى الجمادين وَقلت وَقد جَاءَ الْخَبَر بوفاته فِي أَوَائِل الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة

(بمملكة الرّوم حلّ الردى ... لأجل النّوين الَّذِي قد فَقدنَا)

<<  <  ج: ص:  >  >>