قلت يَعْنِي بذلك صُورَة السَّفِينَة الَّتِي عملت من الرصاص على قبَّة الضريح وَأحسن من هَذَا مَا أنشدنيه من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ مُحَمَّد بن سعيد بن حَمَّاد البوصيري الطَّوِيل
(بقبة قبر الشَّافِعِي سفينة ... رست من بِنَاء مُحكم فَوق جلمود)
ومذ غاض طوفان الْعُلُوم بِمَوْتِهِ اسْتَوَى الْفلك من ذَاك الضريح على الجودي
٣ - (مهذب الدّين الحاسب الشَّاعِر)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابراهيم ابْن الْخضر أَبُو نصر الْحلَبِي الحاسب وَيعرف بالسطيل ولقبه مهذب الدّين كَانَ وَالِده يعرف بالبرهان المنجم الطَّبَرِيّ وَولد الْمُهَذّب بحلب سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ فَاضلا أديبا وَله تآليف مفيدة وصنف زيجاً ومقدمة فِي الْحساب وَغير ذَلِك وشعره فِي مجلدين واستوطن صرخد وَتُوفِّي بهَا يَوْم السبت ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وست مائَة قَالَ النُّور الأسعردي أَنْشدني الْمُهَذّب لنَفسِهِ المجتث
(أَقُول إِذْ نكت بغا ... رَأَيْت مِنْهُ هوانا)
(إلام تفدي فسَاء ... فَقَالَ هاك بَيَانا)
)
(اطفأت بِالْمَاءِ نَارِي ... فقد أثارت دخانا)
٣ - (جمال الدّين الدباب)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي الْفرج ابْن أبي الْمَعَالِي ابْن الدباب الْعدْل الْوَاعِظ جمال الدّين أَبُو الْفضل ابْن أبي الْفرج الْبَغْدَادِيّ البابصري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف أَيْضا بِابْن الرزاز وَلكنه بِابْن الدباب أشهر وسمى جده الدباب لِأَنَّهُ كَانَ يمشي على تؤدة سمع الْكثير وَأَجَازَ لَهُ خلق وَأول سَمَاعه سنة سِتّ عشرَة وَسمع المهروانيات الْخَمْسَة من أَحْمد بن صرما وَسمع أَشْيَاء مليحة وَوعظ فِي شبيبته وَأَجَازَ لطائفة من دمشق مِنْهُم علم الدّين البرزالي وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة
٣ - (الخواجا نصير الدّين الطّوسي)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن نصير الدّين أَبُو عبد الله الطوسي الفيلسوف صَاحب عُلُوم الرياضي والرصد كَانَ رَأْسا فِي علم الْأَوَائِل لَا سِيمَا فِي الأرصاد والمجّسطي فَأَنَّهُ فاق الْكِبَار قَرَأَ على الْمعِين سَالم بن بدران الْمصْرِيّ المعتزلي الرافضي وَغَيره وَكَانَ ذَا حُرْمَة وافرة ومنزلة عالية عِنْد هولاكو وَكَانَ يطيعه فِيمَا يُشِير بِهِ عَلَيْهِ وَالْأَمْوَال فِي تصريفه فابتنى بِمَدِينَة مراغة قبّة ورصدا عَظِيما وَاتخذ فِي ذَلِك خزانَة عَظِيمَة فسيحة الأرجاء وملأها من الْكتب الَّتِي نهبت من بَغْدَاد وَالشَّام والجزيرة حَتَّى تجمّع فِيهَا زِيَادَة على أَربع مائَة ألف مُجَلد وَقرر بالرصد المنجمين والفلاسفة والفضلاء وَجعل لَهُم الجامكية وَكَانَ حسن الصُّورَة سَمحا كَرِيمًا جوادا حَلِيمًا حسن الْعشْرَة غزير الْفَضَائِل جليل الْقدر داهية حكى لي أَنه لما أَرَادَ