قَالَ صفي الدّين الشريف ابْن الطقطقى مَاتَ صفي الدّين عبد الْمُؤمن مَحْبُوسًا على دين كَانَ لمجد الدّين عبد الْحَكِيم غُلَام ابْن الصّباغ وَكَانَ مبلغ الدّين ثَلَاث ماية دِينَار وحبسه القَاضِي فِي مدرسة الْخلّ ووفاته يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشْرين صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست ماية
وَكَانَ ينْفق أَمْوَاله على الملاذ ويبالغ فِي عمل الحضرات البديعة التصفيف وَكَانَ يكون ثمن المشموم أَربع ماية والفاكهة أَربع ماية دِرْهَم وَكَانَ يتنعم كثيرا
٣ - (شوروه الْحَافِظ)
)
عبد الْمُؤمن بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله هُوَ شرف الدّين شوروه بالشين الْمُعْجَمَة وَالْوَاو وَالرَّاء الساكنة وَبعدهَا وَاو وهاء ابْن نور الدّين ابْن وجيه الدّين الإصبهاني الْحَنَفِيّ كَانَ جده وجيه الدّين نَائِب القَاضِي بإصبهان وَولده نور الدّين كَانَ واعظاً حَافِظًا لَهُ أَوْلَاد فضلاء وبنون نجباء وَوصل شوروة الْمَذْكُور إِلَى دمشق آخر أَيَّام نور الدّين الشَّهِيد وَعقد مجْلِس الْوَعْظ وحضره نور الدّين وَأسلم على يَده أول يَوْم طِفْل نَصْرَانِيّ فَقَالَ بديهاً نصبنا فخاً وأصبنا فرخاً وَقَالَ يشبه الْهلَال فِي وعظه فِي رَمَضَان هُوَ كمصبغ الفصاد أَو منجل الْحَصاد وَتوجه بعد نور الدّين إِلَى الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين فَأكْرمه وَأَعْطَاهُ وَأفضل وَعَاد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا آخر سنة سبعين وَخمْس ماية وَعَاد إِلَى إصبهان وَمن شعره
(فِي الْعِشْق لكل عَاقل مُعْتَبر ... والصادق فِي هَوَاهُ لَا يختبر)
(لم يبْق على هجرك مصطبر ... هَل عنْدك مِمَّا أَنا فِيهِ خبر)
وَمِنْه
(إِن شِئْت أمتني فَلهَذَا نشيت ... لكنك لَا تفعل هَذَا حوشيت)
(قد كنت على فُؤَادِي الصب خشيت ... وَالْيَوْم مضى الْفُؤَاد فافعل مَا شيت)
(أفدي غزالاً يشبه البانا ... قد بَان مني الْقلب مذ بانا)
(ظَبْيًا كليل اللَّفْظ من دله ... بَدْرًا عليل اللحظ فتانا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute