سَار فغلب على الرملة سنة ثَمَان وَخمسين وَبعد أَيَّام غلب على دمشق بعد أَن قَاتل أَهلهَا أَيَّامًا وَكَانَ بهَا مَرِيضا على نهر يزِيد فَسَار لحربه الْحسن بن أَحْمد القرمطي وَقَتله سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَقتل من خَواص الْأَمِير جَعْفَر جمَاعَة وَكَانَ رَئِيسا جليل الْقدر ممدحاً وَفِيه يَقُول أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن هَانِئ الأندلسي من الْبَسِيط
(كَانَت مسائلة الركْبَان تُخبرنِي ... عَن جَعْفَر بن فلاح أطيب الْخَيْر)
(حَتَّى الْتَقَيْنَا فَلَا وَالله مَا سمعَت ... أُذني بأحسنَ مِمَّا قد رأى بَصرِي)
٣ - (جَعْفَر بن الْقَاسِم الْهَاشِمِي أَمِير الْبَصْرَة)
جَعْفَر بن الْقَاسِم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ الْهَاشِمِي
ولي إِمَارَة الْبَصْرَة للواثق وَكَانَ فصيحاً خَطِيبًا وَهُوَ قَلِيل الشّعْر وهجا الواثق بِأَبْيَات وَهِي من الْكَامِل
(جدي عَليّ وَالنَّبِيّ وفاطم ... لَا من مهجنةٍ وَلَا من خَادِم)
(فَمَتَى تنَال خلَافَة بِوِلَادَة ... وَأَنا أَحَق من الإِمَام الْقَائِم)
(لَو قيل للمهدي من لخلافه ... من بعد فقدك يَا بن خير الْعَالم)
(لحكى حِكَايَة عالمٍ بمقاله ... إِن الْخَلِيفَة جَعْفَر بن الْقَاسِم)
فاغتاظ الواثق عَلَيْهِ وعزله وأجابه يزِيد بن مُحَمَّد المهلبي فَقَالَ من الْكَامِل
(أَنْت الوضيع بِنَفسِهِ لَا بَيته ... مَا أَنْت من أَعلَى الْعُيُوب بسالم)
(وَلكُل بَيت دمة وقمامة ... تلقى وَأَنت قمامة من هَاشم)
٣ - (رَضِي الدّين بن دبوقا)
جَعْفَر بن الْقَاسِم بن جَعْفَر بن عَليّ بن حُبَيْش الشَّيْخ رَضِي الدّين أَبُو الْفضل الربعِي الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي المجود الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن دبوقا
ولد فِي حُدُود الْعشْرين وَقَرَأَ على السخاوي وتعانى الخدم وَالْكِتَابَة وأضر فِي آخر عمره وَانْقطع إِلَى الإقراء والإمامة بِمَسْجِد رَأس الخواصين ويقرئ عِنْد قبر هود
وَكَانَ فصيح التِّلَاوَة لَهُ عبَادَة وَمَعْرِفَة متوسطة بالقراءات وَله مُشَاركَة فِي الْأَدَب
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَكِن حَدثنِي شمس الدّين الرقي أَنه كَانَ يدْخل روحه فِي السيمياء وَالسحر)
قَرَأَ عَلَيْهِ الْبُرْهَان بن الكحال وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِبَعْض الرِّوَايَات الشَّيْخ بدر الدّين مُحَمَّد بن بضحان وروى الحَدِيث عَن السخاوي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة