(قلت وَقد سَافَرت يَا من إِذا ... جهاده يعضد من حجه)
(إِذْ قيل سَار الْحَاجِب المرتجى ... فِي الْبَحْر يَا رب السما نجه)
(الْبَحْر لَا يعدو على لؤلؤٍ ... لِأَنَّهُ كَون من لجه)
وَيَقُول أَيْضا
(لَئِن كنت من االبحر يَا لُؤْلُؤ العلى ... نتجت فَإِن الْجُود فِيك وَفِيه)
(وَإِن لم تكن مِنْهُ لأجل مذاقه ... فَإنَّك من بَحر السماح أَخِيه)
وَيَقُول أَيْضا
(يَا حَاجِب الْمجد الَّذِي مَاله ... لَيْسَ عَلَيْهِ فِي الندى حجبه)
(وَمن دَعوه لؤلؤاً عِنْدَمَا ... صحت من الْبَحْر لَهُ نسبه)
وَيَقُول أَيْضا
(مر يَوْم من الزَّمَان عَجِيب ... كَاد يُبْدِي فِيهِ السرُور الجماد)
(إِذْ أَتَى الجاجب الْأَجَل بأسرى ... قرنتهم فِي طيها الأصفاد)
(بِجَمَال كأنهن حمال ... وعلوج كَأَنَّهُمْ أطواد)
(قلت بعد التَّكْبِير لما تبدى ... هَكَذَا هَكَذَا يكون الْجِهَاد)
(حبذا لُؤْلُؤ يصيد الأعادي ... وسواه من اللآلي يصاد)
)
وَكَانَ حَيْثُمَا توجه فتح وانتصر وَكَانَ أَيَّام صَلَاح الدّين مقدم الأسطول وَكَانَ يتَصَدَّق كل يَوْم بِاثْنَيْ عشر ألف رغيف مَعَ قدور الطَّعَام ويضعف ذَلِك فِي رَمَضَان ويشد وَسطه وَيقف ويغرف بِيَدِهِ الْوَاحِدَة وَفِي يَده الْأُخْرَى جرة سمن وَيبدأ بِالرِّجَالِ ثمَّ بِالنسَاء ثمَّ بالصبيان وَإِذا فرغوا بسط سماطاً للأغنياء يعجز الْمُلُوك عَن مثله
وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
٣ - (شمس الدّين نَائِب الشَّام)
لُؤْلُؤ الْأَمِير الْكَبِير شمس الدّين أَبُو سعيد الأميني الْموصِلِي كافل الممالك الشامية ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع ابْن طبرزد وَمُحَمّد بن وهب ابْن الزنف وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره
وَكَانَ بطلاً شجاعاً دينا عابداً صَالحا أماراً بِالْمَعْرُوفِ إِلَّا أَن فِيهِ عقل التّرْك
كَانَ مُدبر الدولة الناصرية فحرص كل