(يَقولُ نَدِيمي عَنْ نُضوحٍ بِكَفِّه ... لَقَد فَضَحَ الصَهْبا وَجَلَّ الخُبْثِ)
(فَقُلتُ هُوَ المَطْبوخُ مِنْ حَسَدٍ لَهَا ... ألَمْ تَرَه قَدْ صَار مِنْهَا عَلَى الثُلْثِ)
وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل
(وساحِرِ طرفٍ عَقْرَبُ فَوقَ صُدغِهِ ... تَدِبُّ إِلَى قَلْبي وَلَمْ أمْلِكِ النَفْعا)
(وحَيَّةُ شَعْرٍ خَلْفَها نَحو مُهْجَتي ... يُخيَّل لي مِنْ سِحرِها أنّها تَسْعَى)
وأنشدني أَيْضا من الْكَامِل
(لمّا حكى بَرقُ النّقا ... لمَعانَ ثَغْرِكَ إِذْ سَرى)
(نَقَلَ الغمامُ إِلَيْك عَن ... دَمْعي الحديثَ كَمَا جرى)
٣ - (أَسد الدّين ابْن موسك)
سُلَيْمَان بن داوج بن مُوسَك الْأَمِير أَسد الدّين ابْن الْأَمِير عماد الدّين ابْن الْأَمِير الْكَبِير عزّ الدّين الهذباني وُلد فِي حُدُود الستّ مائَة بالقدس وتوفيّ سنة سبع وَسِتِّينَ وستّ مائَة وَكَانَتْ لَهُ يَد فِي النّظم وَعِنْده فَضِيلَة وَترك الخدم وتزهّد وَلبس الخشن وجالس الْعلمَاء وأذهب مُعظَم نعْمَته واقتنع وَكَانَ أَبوهُ أخصّ الْأُمَرَاء بالأشراف ابْن الْعَادِل وجدّه الْأَمِير عز الدّين موسك ابْن خَال السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه من حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن شعر أَسد الدّين سُلَيْمَان قَوْله من الْكَامِل
(مَا الحبُّ إلاّ لَوعةٌ وغَرامُ ... فَحَذارِ أنْ يَثْنِيك عَنهُ ملامُ)
(الحُبُّ لِلعُشّاقِ نارٌ حَرُّها ... بَرْدٌ عَلَى أكبادِهِم وسَلامُ)
(تَلْتَذُّ فِيهِ جُفونُهُمْ بسُهادِها ... وَجُسومُهم إِذْ شَفَّها الأسْقامُ)
(وَلَهُمْ مَذاهِبُ فِي الغرامِ ومِلّةٌ ... أَنا فِي شريعِتها الغَداةَ إمامُ)
)
(وَلَهُمْ وللأحبابِ فِي لَحَظاتِهِم ... خَوْفَ الوُشاةِ رسائلٌ وكلامُ)
(لَطُفَتْ إشارَتُهم ودَقّت فِي الهَوَى ... معنى فحارت دونَها الأفْهامُ)
(وتحجَّبَتْ أنْوارُها عَن غَيرهم ... وَجَلَتْ لَهُم أسْرارَها الأوْهامُ)
(فإليْك عَنْ عَذْلي فإنّ مَسامِعي ... مَا للمَلامِ بِطُرْقهِها إلْمامُ)
(أَنا من يرى حُبَّ الحِسانَ حيَاتَهُ ... فَالإمَ فِي حُبّ الحياةِ اُلامُ)
قلت شعر جيّد
٣ - (الْأَمِير الْهَاشِمِي)
سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْأَمِير