عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عمر بن)
مُضر وَغَيرهمَا وَخرجت لَهُ مشيخةً لَطِيفَة وَكتب خطا حسنا متوسطاً أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ فِي سلخ شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية بِالْقَاهِرَةِ وَكتب بِخَطِّهِ
(أجزت لَهُم رِوَايَة كل مَا ... لي رِوَايَته سَمَاعا أَو إجَازَة)
(وَمَا لي من مقول مؤلفات ... حوت نثراً ونظماً لي مجازه)
(أجزتهم وَأَرْجُو الله رَبِّي ... ينيلهم الْكَرَامَة والعزازة)
٣ - (شمس الدّين العجمي)
عبد اللَّطِيف بن خَليفَة الصَّدْر الْمُعظم شمس الدّين أَخُو النجيب كَحال قازان وَغَيره كَانَ النجيب الْمَذْكُور لَهُ صُورَة كَبِيرَة وَمحل زَائِد عِنْد مُلُوك الْمغل وَكَانَ شمس الدّين عبد اللَّطِيف قد تسمى فِي تِلْكَ الْبِلَاد بِالْملكِ الصَّالح وَورد إِلَى الديار المصرية فَأكْرم كثيرا كَانَ فَاضلا متأدباً مترسلاً بِغَيْر سجع لَكِن بِعِبَارَة فَاضل يستشهد بِالْآيَاتِ وَالْأَحَادِيث وَالشعر وَكَلَام الْحُكَمَاء وعَلى ذهنه مسَائِل من الْفُرُوع الغربية وَله مداخلات مَعَ السُّلْطَان والأمراء الْكِبَار وأرباب الدولة يتحدث بالتركي والعجمي وَله إقدام على الْكِبَار كَانَ الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار إِذا رَآهُ فِي القلعة يَقُول مَا أحسد إِلَّا هَذَا الشَّيْخ الَّذِي لَهُ فِي كل شهر ألفا دِرْهَم وَهُوَ داير بطال بِلَا شغل وَكَانَ يحضر عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد فِي خانقاه سرياقوس وَيتَكَلَّم بَين يَدَيْهِ وينفع ويضر قَالَ لي أَنا أتعيش بَين النَّاس وأتجوه عِنْدهم بِكُل جلْسَة أَجْلِسهَا عِنْد السُّلْطَان بسرياقوس عدَّة شهور اجْتمعت بِهِ غير مرّة فَرَأَيْت مِنْهُ رجلا داهية خَبِيرا بِمَا يتَكَلَّم بِهِ يغلب عَلَيْهِ العقليات ويستحضر من كَلَام الْحُكَمَاء جملَة وافرة وينقل كثيرا مِمَّا يذاكر بِهِ من فنون الْأَدَب ووقائع النَّاس خُصُوصا مُلُوك الْمغل وكتابته حَسَنَة قَوِيَّة لَهُ ذوق جيد يفهم بِهِ مَعَاني الشّعْر وَكَانَت لَهُ خُصُوصِيَّة بِالْقَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش وبالقاضي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير ونفع عِنْدهمَا من أَرَادَ وَهُوَ كَانَ مِمَّن ساعد قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين على مقاصده فِيمَا تولاه دخل يَوْمًا على القَاضِي مجد الدّين ابْن لفيتة نَاظر الدولة يُطَالِبهُ بمرتبه وألح عَلَيْهِ وَزَاد فِي الإبرام فَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا كل شهر ألفا دِرْهَم مَا تمهل علينا بِشَهْر وَاحِد فَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا هَذِه الألفان الَّتِي لي مَا تَكْفِي هَذَا عَبدك الَّذِي يحمل دواتك أَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute