وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة
إِبْرَاهِيم بن رضوَان بن تتش بن ألب رسْلَان شمس الْمُلُوك أَبُو نصر نزل على حلب محاصراً لَهَا وَمَعَهُ الْأَمِير دبيس بن صَدَقَة وبغدوين ملك الفرنج سنة ثَمَانِي عشرَة وَخمْس مائَة وَفِي)
سنة إِحْدَى وَعشْرين قدم إِلَى حلب أَيْضا فملكها ودخلها وفرحوا بِهِ وَنَادَوْا بشعاره ثمَّ إِن الأتابك زنكي أعطَاهُ نَصِيبين فملكها إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة
٣ - (الزّجاج النَّحْوِيّ)
إِبْرَاهِيم بن السّري بن سهل أَبُو إِسْحَاق الزّجاج النَّحْوِيّ قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أهل الدّين وَالْفضل حسن الِاعْتِقَاد جميل الْمَذْهَب وَله مصنفات حسان فِي الْأَدَب توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة وَهُوَ أستاذ أبي عَليّ الْفَارِسِي قَالَ كنت أخرط الزّجاج فاشتهيت النَّحْو فلزمت الْمبرد وَكَانَ لَا يعلم إِلَّا بِأُجْرَة فَقَالَ لي أَي شَيْء صناعتك قلت أخرط الزّجاج وكسبي كل يَوْم دِرْهَم ودانقان أَو دِرْهَم وَنصف وَأُرِيد أَن تبالغ فِي تعليمي وَأَنا أُعْطِيك كل يَوْم درهما وألتزم بذلك أبدا إِلَى أَن يفرق الْمَوْت بَيْننَا اسْتَغْنَيْت عَن التَّعْلِيم أَو احتجت إِلَيْهِ فَكَانَ ينصحني فِي التَّعْلِيم حَتَّى استقللت وَأَنا أعْطِيه الدِّرْهَم كل يَوْم فَجَاءَهُ كتاب من بعض بني مارقة من الصراة يَلْتَمِسُونَ نحوياً لأولادهم فَقلت لَهُ أسمني لَهُم فأسماني فَخرجت فَكنت أعلمهم وأنفذ إِلَيْهِ كل شهر ثَلَاثِينَ درهما وأزيده مَا أقدر عَلَيْهِ وَمَضَت مُدَّة فَطلب مِنْهُ عبيد الله بن سُلَيْمَان مؤدباً لِابْنِهِ الْقَاسِم فَقَالَ لَا أعرف إِلَّا رجلا زجاجاً بالصراة مَعَ بني مارقة فَكتب إِلَيْهِم فأحضرني وَأسلم إِلَيّ الْقَاسِم فَكَانَ ذَلِك سَبَب غنائي فَكنت أعطي الْمبرد ذَلِك الدِّرْهَم إِلَى أَن مَاتَ وَلَا أخليه من التفقد بِحَسب طاقتي فَكنت أَقُول للقاسم بن عبيد الله إِن بلغك الله الوزارة مَاذَا تصنع بِي فَيَقُول مَا أَحْبَبْت فَأَقُول لَهُ تُعْطِينِي عشْرين ألف دِينَار وَكَانَت غَايَة أمنيتين فَلَمَّا ولي الْقَاسِم الوزارة وَأَنا نديمة وملازمة هِبته أَن أذكرهُ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث من وزارته قَالَ لي يَا أَبَا إِسْحَاق لم أرك تذكرني بِالنذرِ فَقلت عولت على رِعَايَة الْوَزير فَقَالَ لي إِنَّه المعتضد ولولاه مَا تعاظمني دفع ذَلِك إِلَيْك فِي مَكَان وَاحِد وَلَكِنِّي أَخَاف أَن يصير لي مَعَه حَدِيث فِي ذَلِك فاسمح بِأَخْذِهِ مُتَفَرقًا فَقلت يَا سَيِّدي أفعل فَقَالَ اجْلِسْ للنَّاس وَخذ رقاعهم فِي الْحَوَائِج الْكِبَار واستعجل عَلَيْهَا وَلَا تمْتَنع من مَسْأَلَتي شَيْئا تخاطب فِيهِ صَحِيحا كَانَ أَو محالاً إِلَى