وَكَانَ خَالِد بن أبان الْأَنْبَارِي أَخُو عبد الْملك بن أبان بَينه وَبَين ابْن الْهَيْثَم حُرْمَة أَيَّام مُقامهما بالأنبار فاختلَّت حَال خَالِد وَضَاقَتْ وتوجَّه إِلَى مصر فَبَلغهُ مَا وصل إِلَيْهِ عَليّ بن الْهَيْثَم)
فَكتب إِلَيْهِ أبياتاً بِالذَّهَب مِنْهَا
(على الْخَالِق الْبَارِي توكَّلتُ إِنَّه ... يَدُوم إِذا الدُّنْيَا أبادت قُرونَها)
(فداؤكَ نَفسِي يَا عليَّ بن هيثمٍ ... إِذا أكلَتْ عُجْفُ السنين سمينَها)
(رميتُك من مصرٍ بأمٍّ قلائدي ... ترفُّ وَقد أقسمتُ أَن لَا تُهينها)
فوجّه إِلَيْهِ بِأَلف دِينَار وَكتب إِلَى عَامل مصر فَاسْتَعْملهُ وَحسنت حَاله وعاتبه الْفضل بن الرّبيع يَوْمًا على تأخّره وَزَاد عَلَيْهِ فَقَالَ جونقا
(وَجَدَني الفضلُ رخيصاً جدًّا ... فعقَّني وازوَرَّ عنّي صَدّا)
(وظنَّ والظُّنونَ قد تعَدَّى ... أنّي لَا أُصيبُ مِنْهُ بِدّا)
أعُدُّ مِنْهُ ألفَ بِدٍّ عَدّا ثمَّ انْصَرف جونقا وَلم يعْمل بعْدهَا للسُّلْطَان عملا
٣ - (خُشكَنانجَة الْكَاتِب)
عَليّ بن وصيف الملقَّب بخُشكنانجة الْكَاتِب البغداذي كَانَ أَكثر مقَامه بالرَّقَّة ثمَّ انْتقل إِلَى الْموصل وَكَانَ من البلغاء وألّف عدَّة كتب ونحلها عَبْدَانِ صَاحب الإسماعلية قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَكَانَ لي صديقا وأنيساً توفّي بالموصل وَله من الْكتب كتاب الإفصاح والتثقيف فِي الْخراج ورسومه
٣ - (مجد الدّين بن دَقِيق الْعِيد الْمَالِكِي)
عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الإِمَام العلاّمة مجد الدّين أَبُو الْحسن وَالِد شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد وَقد تقدَّم ذكره فِي المحمدين الْقشيرِي البهزيّ بهز بن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدرة المنفلوطي الْمَالِكِي نزيل قُوص ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة