حيدرة بن المفرّج بن الْحسن الْوَزير زين الدولة ابْن الصُّوفي أَخُو الرئيس الْوَزير مسيَّب لم يزل حَتَّى عمل على أَخِيه وقلعه من وزارة صَاحب دمشق مجير الدّين وَولي منصبه فأساء السِّيرَة وظلم وعسف وارتشى ومقت وَبلغ ذَلِك مجير الدّين فَطَلَبه إِلَى القلعة على الْعَادة فَعدل بِهِ الجاندارية إِلَى الحمَّام وَذبح صبرا وَنصب رَأسه على حافة الخَنْدَق وَذَلِكَ سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وطيف بِرَأْسِهِ وَالنَّاس يعلنون بلعنته ويصفون أَنْوَاع ظلمه وتفنُّنه فِي الْفساد ومقاسمته اللُّصوص وقطَّاع الطَّرِيق على أَمْوَال النَّاس المستباحة وزحف العوامُّ)
والغوغاء على مَنَازِله ومخازنه وغلاّته وأثاثه وذخائره فانتبهوا مِنْهَا مَا لَا يُحْصى وغلبوا أعوان السُّلْطَان بِالْكَثْرَةِ وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه مؤيد الدولة المسيَّب فِي حرف الْمِيم
٣ - (أَبُو الْحسن الصعَّاني)
حيدرة بن عمر بن الْحسن بن الْخطاب أَبُو الْحسن الصغَّاني كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء على مَذْهَب دَاوُد بن عَليّ أَخذ الْفِقْه عَن أبي الْحسن عبد الله بن أَحْمد بن المغلِّس وَعنهُ الْفُقَهَاء الدّاودية بِبَغْدَاد وَله مُخْتَصر فِي مَذْهَب دَاوُد وَكتاب آخر عمله على الْجَامِع الصَّغِير لمُحَمد بن الْحسن وَقد حدَّث عَن أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عقبَة الشّيبانيّ وَأبي الْحسن بن المغلِّس وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَخمسين وَثَلَاث مائَة
٣ - (الرَّضيّ النَّقيب)
حيدرة بن المعمَّر بن مُحَمَّد بن المعمَّر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله يَنْتَهِي إِلَى عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي الطَّالِب أَبُو الْفتُوح ابْن النَّقيب الطَّاهر أبي الْغَنَائِم كَانَ يلَّقب بالرِّضي حفظ الْقُرْآن فِي صباه وَقَرَأَ الْأَدَب وَسمع من أبي الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الجبَّار الصَّيرفي وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ مليحاً بعد وَفَاة أَبِيه وَكَانَ شَابًّا سرياً مليح الصُّورَة رائع الشَّبَاب ظريف الْمعَانِي اخترمته المنيَّة فِي عنفوان شبابه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة